الخميس، 01 مايو 2025

03:01 م

tru

الصين تختبر قدرات الروبوتات في أول ماراثون مشترك مع البشر

ماراثون

ماراثون

ياسين عبد العزيز

A A

شهدت العاصمة الصينية بكين تنظيم أول ماراثون من نوعه يجمع بين البشر والروبوتات، حيث اصطفت أكثر من عشرين آلة بشرية للمشاركة في حدث هدفه ليس فقط اختبار حدود التقنية، بل استعراض تقدم الصين المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي أمام العالم، بينما احتضنت منطقة ييتشوانغ، جنوب شرق العاصمة، السباق الذي جرى بمشاركة فرق من شركات تكنولوجيا وجامعات محلية.

ويمثل السباق خطوة ضمن جهود صينية ممنهجة لعرض قدراتها في مجال الروبوتات البشرية، في ظل سباق عالمي محموم تقوده الصين والولايات المتحدة، حيث تسعى الصين لترسيخ موقعها كمركز رئيسي لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا في المجال الحركي والآلي الذي يشكل أحد أصعب تحديات هذا القطاع.

أداء الروبوتات

جذب الروبوت "تيانغونغ ألترا" الأنظار بعد أن أنهى السباق في المركز الأول بين منافسيه من الروبوتات بزمن قدره ساعتان و40 دقيقة، وهو ما اعتُبر نتيجة متقدمة قياسًا بقدرات الروبوتات الحالية، لكن رغم ذلك، بقي الزمن بعيدًا عن المستوى البشري، حيث تجاوز الفائز من البشر خط النهاية خلال ساعة ودقيقتين فقط.

وأشار تانغ جيان، كبير المهندسين في مركز بكين للابتكار في الروبوتات البشرية، إلى أن تصميم "تيانغونغ ألترا" اعتمد على خوارزميات معقدة تحاكي أسلوب الجري البشري، وأنه استند في حركته إلى أرجله الطويلة، بينما خضع خلال السباق لثلاث وقفات فقط من أجل تغيير البطارية، واصفًا ذلك بأنه إنجاز غير مسبوق في هذا النوع من السباقات.

وأضاف تانغ أن الروبوت تجاوز عقبات تشغيلية عديدة واجهتها روبوتات أخرى، مثل السقوط أثناء الركض أو الحاجة إلى مرافقة بشرية مستمرة، بينما تمت قيادة بعضها عن بُعد باستخدام أجهزة تحكم خارجية، وهو ما أثّر على استقرار أدائها طوال فترة السباق.

التحديات التقنية

واجهت الروبوتات البشرية المشاركة في السباق مشكلات متعددة، أبرزها استهلاك البطارية خلال الحركة المستمرة، وهو ما فرض على كل روبوت التوقف عدة مرات لتبديل البطاريات يدويًا، واحتاجت بعض النماذج إلى دعم بشري مباشر خشية تعثرها أو تعرضها للسقوط، ما يدل على أن التكنولوجيا لا تزال في مراحلها التجريبية رغم التقدم الملحوظ.

وشهدت المسارات اندماجًا بين المشاركين، حيث ركض أكثر من 12 ألف متسابق بشري إلى جانب الروبوتات، واستطاع معظمهم تجاوزها دون عناء، بل استغل البعض الفرصة لتوثيق الحدث عبر الهواتف الذكية والتقاط الصور ومقاطع الفيديو، في مشهد عكس التفاعل الإنساني مع الآلات ضمن بيئة حقيقية وتنافسية.

تجربة واقعية

يمثل الماراثون اختبارًا عمليًا لفهم مدى قدرة الروبوتات على الأداء المستقل في ظروف واقعية، وهو ما يسهم في تحسين تصاميمها وتطوير خوارزميات الحركة الذاتية، ويعكس السباق طموحات الصين في دمج الروبوتات البشرية في الحياة العامة ضمن العقود القادمة، بدءًا من القطاعات اللوجستية والصحية وحتى العسكرية والتعليمية.

ويؤكد هذا السباق أن الفرق بين البشر والروبوتات ما زال شاسعًا على صعيد اللياقة البدنية والمرونة والتوازن، لكن التجربة أظهرت تقدمًا في مجالات مثل الثبات الميكانيكي والتحكم بالخوارزميات الحركية، وهو ما قد يفتح المجال لتطوير نماذج أكثر كفاءة في المستقبل القريب.

search

أكثر الكلمات انتشاراً