ثورة واتساب الجديدة.. ميزات ذكية لتقليل استهلاك الذاكرة وتحسين تجربة التواصل

في خطوة جديدة تعكس التزام شركة ميتا المطور الرسمي لتطبيق واتساب بمواكبة التقدم التكنولوجي وتلبية متطلبات المستخدمين، أعلنت الشركة عن إطلاق تحديث جديد يضم واحدة من أهم الميزات التي ستغير طريقة تعامل المستخدمين مع الوسائط داخل التطبيق. 

وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ أصبحت فيه الصور والفيديوهات جزءًا لا يتجزأ من أنماط التواصل اليومية، وخصوصًا في ظل استخدام مليارات الأشخاص حول العالم لهذا التطبيق.

جودة محسّنة

التحديث الجديد يتيح لأول مرة لمستخدمي واتساب على هواتف أندرويد إمكانية التحكم في جودة الصور والفيديوهات سواء التي يتم إرسالها أو استقبالها، وهو ما يمثل نقلة نوعية في طريقة إدارة الوسائط داخل المحادثات، وتهدف هذه الميزة إلى منح المستخدم حرية أكبر في اختيار الجودة التي تناسبه، مع مراعاة مساحة التخزين المتاحة وسرعة الإنترنت.

ويمكن للمستخدمين الآن تحديد ما إذا كانوا يرغبون في تحميل الوسائط بجودة عالية أو قياسية، سواء أثناء الاتصال بشبكة الواي فاي أو عند استخدام بيانات الهاتف المحمول، مما يمنحهم تحكمًا أوسع ويقلل من استهلاك المساحة الداخلية للأجهزة، خاصة تلك التي لا تحتوي على ذاكرة تخزين كبيرة.

نسخ مزدوجة

والمثير في هذه الميزة أن واتساب أصبح بإمكانه إرسال نسختين من نفس الصورة أو مقطع الفيديو؛ واحدة بجودة قياسية وأخرى بجودة عالية، حيث يتم إرسال النسخة القياسية بشكل افتراضي لمن لديهم إعدادات محددة، بينما تُعرض النسخة عالية الجودة لمن لديهم إعدادات تسمح باستلام الملفات عالية الدقة، وبهذا يتمكن الطرف المستقبل من مشاهدة المحتوى بالجودة المناسبة له دون التأثير على سعة التخزين أو باقة الإنترنت.

وتعكس هذه الخاصية الجديدة حرص التطبيق على تقديم مرونة عالية في التحكم بملفات الوسائط، وخصوصًا في المحادثات الجماعية الكبيرة حيث تكثر الوسائط التي يتم تبادلها يوميًا، وهو ما كان يُسبب مشكلات متكررة لدى العديد من المستخدمين، خصوصًا في الهواتف ذات الإمكانيات المحدودة.

تقليل الاستهلاك

لطالما واجه مستخدمو الهواتف منخفضة السعة مشكلة تراكم الصور والفيديوهات ذات الجودة العالية، مما يضغط على الذاكرة ويؤثر سلبًا على أداء الهاتف، ويدفع الكثيرين إلى حذف ملفات مهمة لتوفير مساحة كافية. 

ومع التحديث الجديد، أصبح من الممكن التكيف مع حالة الذاكرة لديك عبر التحكم في آلية تحميل الوسائط، وهو ما يخفف من عبء إدارة الملفات اليدوية ويوفر تجربة أكثر ذكاءً واستقرارًا.

ذكاء الاستخدام

وقد تم تضمين هذه الميزة ضمن نسخة تجريبية جديدة تعمل على التكيف مع حالة الجهاز، حيث يدرس التطبيق حالة الذاكرة المتوفرة ويقوم بتخزين الوسائط وفقًا لقدرة الهاتف على التحمل، مما يجعله خيارًا مثاليًا لهواة التصوير ومشاركة الوسائط دون القلق من استنزاف الذاكرة.

ومن المتوقع أن تلقى هذه الإضافة ترحيبًا واسعًا لدى فئات المستخدمين كافة، وخصوصًا أولئك الذين يستخدمون واتساب بشكل يومي للتواصل الشخصي أو العملي، لأنهم أصبحوا قادرين على إدارة بياناتهم بصورة أكثر ذكاءً وفعالية دون اللجوء إلى تطبيقات خارجية أو برامج لتنظيف الهاتف.

ويأتي هذا التحديث ضمن سلسلة من التحسينات التي تعمل عليها ميتا باستمرار لتطوير واتساب وتحويله إلى منصة أكثر ذكاءً وشمولًا، حيث تسعى إلى دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في جوانب متعددة من التطبيق، سواء في تحرير الصور أو الردود الذكية، وهو ما يشير إلى رؤية مستقبلية تجعل واتساب ليس فقط وسيلة تواصل، بل أداة متكاملة لإدارة المحتوى والتفاعل الرقمي.