الخميس، 01 مايو 2025

12:00 ص

tru

سوني تدرس إعادة هيكلة قسم المستشعرات بفصل شبه كامل

 مستشعرات الكاميرات

مستشعرات الكاميرات

ياسين عبد العزيز

A A

تدرس مجموعة سوني اليابانية تنفيذ خطوة استراتيجية جريئة تتمثل في فصل قسم أشباه الموصلات المتخصص في مستشعرات الكاميرات عن الشركة الأم، وتحويله إلى كيان أعمال مستقل، وذلك وفقًا لما كشفه تقرير حديث صادر عن وكالة بلومبرج. 

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن سوني تفكر في توزيع معظم أصول القسم على المساهمين، بينما ستحتفظ بحصة أقلية، في حال تقرر تنفيذ الانفصال، ويمثل هذا التحرك جزءًا من نهج أوسع لإعادة تقييم الهيكل التنظيمي استجابة لمتغيرات السوق وضغوط المستثمرين.

موعد غير محسوم

وقد يتم تفعيل هذا التغيير في وقت لاحق من العام الجاري، ولكن القرار لا يزال قيد الدراسة نظرًا للتقلبات المستمرة في الأسواق العالمية، وخصوصًا مع التوترات السياسية والتجارية التي فرضتها السياسات الحمائية خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أثّرت سلبًا على سلاسل التوريد العالمية.

ضغوط قديمة

وتأتي هذه الخطوة ضمن استجابة متأخرة لضغوط المستثمر الملياردير دان لوب (Dan Loeb)، الذي لطالما طالب إدارة سوني بفصل وحدات الأعمال غير الأساسية لتعزيز قيمة المساهمين، ورغم مقاومة الشركة لهذه المطالب لسنوات، إلا أن الموقف بدأ يتغير منذ عام 2020، عندما قررت سوني بيع عملياتها في الولايات المتحدة، وتبع ذلك سلسلة من التحركات تشير إلى مرونة جديدة في إدارة الأصول.

قسم حيوي

ويُعد قسم أشباه الموصلات أحد أهم أعمدة سوني في السوق التقنية، حيث يُنتج مستشعرات الكاميرا المتطورة التي تعتمد عليها كبرى شركات الهواتف الذكية مثل أبل، وجوجل، وشاومي، وساهم هذا القسم في تحقيق مبيعات تجاوزت 1.7 تريليون ين ياباني (نحو 12 مليار دولار) في السنة المالية الماضية، ما يؤكد حجمه الحيوي داخل الهيكل العام للشركة.

تراجع النمو

ورغم أهميته، فقد شهد القسم تباطؤًا في معدلات النمو، حيث تراجع من 25% سنويًا إلى نحو 10% فقط مؤخرًا، ويُعزى هذا الانخفاض إلى تباطؤ سوق الهواتف الذكية، وزيادة المنافسة، وتقلبات العرض والطلب على الشرائح، وما يدفع سوني للتفكير في هيكلة تُمكّن هذا القسم من التوسع بحرية أكبر بعيدًا عن القيود المؤسسية التقليدية.

نجاحات موازية

وفي المقابل، تواصل قطاعات أخرى داخل الشركة تحقيق أداء مالي قوي، وخاصةً قطاع الألعاب الذي سجل أرباحًا تشغيلية بلغت 37%، وقطاع الموسيقى بنسبة 28% خلال الربع الأخير المنتهي في ديسمبر، وتشير هذه الأرقام إلى أن سوني قد ترغب في إعادة توجيه مواردها واستثماراتها نحو القطاعات الأكثر نموًا وربحية، وخاصةً مع دخولها منافسة حادة في سوق الألعاب والخدمات الترفيهية الرقمية.

فرصة استثمارية

ويرى بعض المحللين أن تحويل قسم المستشعرات إلى كيان مستقل قد يُفسح المجال أمام شراكات استثمارية جديدة أو إدراج جزئي في الأسواق المالية، ما يمنح سوني مرونة مالية إضافية دون خسارة السيطرة الكاملة، وقد يساعد ذلك في مواجهة التحديات التكنولوجية المتزايدة وتوفير التمويل اللازم للأبحاث والتطوير.

وفي حال اتخاذ القرار النهائي بالفصل، قد نشهد تحولًا كبيرًا في صناعة مستشعرات الكاميرا على مستوى العالم، وخصوصًا أن سوني تُعد أحد الموردين الأساسيين لشركات التقنية الكبرى، وأي تغيير في هيكلها قد يُعيد رسم خارطة سلاسل التوريد عالميًا.

search

أكثر الكلمات انتشاراً