الجمعة، 09 مايو 2025

08:25 م

tru

نموذج ذكاء اصطناعي جديد يُحدث تحولًا في رصد إساءة الأطفال

ذكاء اصطناعي

ذكاء اصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة علمية واعدة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حماية الأطفال المعرضين للخطر، كشفت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحسين الكشف عن حالات الإساءة الجسدية للأطفال في أقسام الطوارئ بشكل يتجاوز الطرق التقليدية المعتمدة على الرموز التشخيصية.

وطور باحثون نموذجًا حديثًا يعتمد على تقنيات التعلم الآلي لتحليل بيانات الإصابات والعلامات المرتبطة بالإساءة، ونجح هذا النموذج في تحديد الحالات الخطيرة بدقة أعلى مقارنةً بالطرق اليدوية الشائعة.

نتائج ميدانية

وقد عُرضت نتائج الدراسة في اجتماع الجمعية الأكاديمية لطب الأطفال (Pediatric Academic Societies) لعام 2025، الذي استضافته مدينة هونولولو بين 24 و28 أبريل الجاري، وشارك في الدراسة سبعة مستشفيات أمريكية متخصصة في طب الأطفال، حيث جرى تحليل بيانات 3,317 زيارة لقسم الطوارئ لأطفال تقل أعمارهم عن عشر سنوات، وكان ثلاثة أرباع المشاركين دون سن الثانية، وركز الباحثون على الربط بين الإصابات عالية الخطورة ومؤشرات الإساءة الظاهرة على الأطفال لتقييم مدى دقة النموذج.

الذكاء الاصطناعي

تفوق تقني

وبيّنت الدراسة أن النموذج القائم على الذكاء الاصطناعي قد تفوق بوضوح على النهج التقليدي الذي يعتمد على الرموز التشخيصية التي يُدخلها الأطباء أو العاملون الإداريون في سجلات الطوارئ.

ووفقًا للبيانات، فإن الاعتماد الحصري على الرموز تسبب في تشخيص خاطئ لنحو 8.5% من الحالات، بينما أظهر النموذج الذكي دقة محسنة عبر تحليل أوسع للبيانات وربطها بسياقها السريري، وهو ما يجعل هذا التطور نقلة مهمة في الكشف المبكر عن الإساءة الجسدية للأطفال.

رؤية سريرية

وقد أكدت الدكتورة Farah Brink، الطبيبة المختصة بحالات إساءة معاملة الأطفال في مستشفى Nationwide للأطفال، أن الذكاء الاصطناعي يوفر "تصورًا أوضح" لحالات الإساءة، وقالت إن هذا النموذج يُساعد مقدمي الرعاية على التعامل بشكل أكثر دقة مع الحالات المشكوك فيها، ويمنحهم الأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات سريعة وصحيحة من أجل حماية الأطفال، ولفتت أيضًا إلى أن هذا النوع من الأدوات يُمثل بداية لتحول جذري في الطريقة التي يُفهم بها هذا النوع من القضايا شديدة الحساسية.

تحليل متقدم

ويعتمد النموذج الجديد على دمج الرموز الطبية مع البيانات التفصيلية الخاصة بنوعية الإصابات، ومدة التعرض لها، والعلامات المصاحبة لها على أجساد الأطفال، بالإضافة إلى توقيت الزيارة وظروف الإبلاغ عنها، وبهذا الربط العميق، يستطيع النظام اكتشاف الحالات التي قد لا تظهر بوضوح في السجلات الإدارية، وهو ما يُشكل فارقًا كبيرًا في إنقاذ الأرواح في اللحظات الحرجة.

ويمهد هذا الابتكار الطريق لاستخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي في حماية الأطفال داخل أنظمة الطوارئ والمراكز الصحية، ويدعو الباحثون إلى توسيع التجارب لتشمل مستشفيات عامة وغير متخصصة، بهدف تقييم مدى فعالية النموذج في بيئات أكثر تنوعًا، كما أشاروا إلى ضرورة تطوير البروتوكولات الخاصة باستخدام هذه التقنية بشكل أخلاقي، ووفق ضوابط تراعي الخصوصية وحساسية البيانات المرتبطة بالأطفال.

search

أكثر الكلمات انتشاراً