السبت، 03 مايو 2025

09:15 م

tru

زوكربيرج: الذكاء الاصطناعي سيكتب معظم الشيفرة البرمجية في ميتا خلال 18 شهرًا

زوكربيرج

زوكربيرج

ياسين عبد العزيز

A A

أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستتولى قريبًا مهام كتابة الغالبية العظمى من الشيفرة البرمجية داخل الشركة.

وصرّح بأن هذا التحول سيحدث خلال فترة زمنية تتراوح بين 12 و18 شهرًا، ويمثل هذا التصريح تحذيرًا واضحًا من قرب نهاية دور المبرمجين التقليديين في فرق التطوير داخل الشركة، ويدل على تغيّر كبير في أولويات إدارة ميتا نحو الاعتماد الكامل على وكلاء برمجيين ذكيين.

تصريحات مباشرة

وجاء حديث زوكربيرج ضمن مقابلة صوتية مطوّلة مع بودكاست "دواركش باتيل"، وشرح فيها رؤيته بشكل مفصل، وقال إن الأدوات الجديدة لن تقتصر على الإكمال التلقائي أو اقتراح الأكواد، بل ستقوم باختبارات الأداء، وستحل المشاكل البرمجية، وستكتب شيفرة بجودة تتفوق على ما يكتبه المبرمج الجيد داخل الفرق الحالية، وأوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي القادمة ستكون قادرة على تحليل الأداء وتحسين الكفاءة التقنية بدون تدخل بشري مباشر.

تعديل توقيتات

وسبق لزوكربيرج أن تحدث عن هذه الرؤية في مناسبات سابقة، حيث قال في بداية العام الجاري إن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تتمكن من استبدال مهندسي البرمجيات من المستوى المتوسط بحلول نهاية 2025، ولكن تصريحاته الجديدة تشير إلى أن هذا التحول الكامل قد لا يحدث قبل منتصف 2026، وهو ما يعكس تعديلاً في توقعاته ويؤكد وجود تحديات تقنية لم تُحل بعد، ويكشف أيضًا عن نوع من الحذر الجديد في التعامل مع الجدول الزمني للتحول الرقمي داخل ميتا.

واقع متغير

ويبدو أن هذه التغييرات لا تخص ميتا فقط، بل تعكس تحولًا أوسع تشهده كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، ففي أكتوبر الماضي أعلن ساندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، أن 25% من الأكواد البرمجية تُكتب باستخدام الذكاء الاصطناعي، وصرّح ساتيا ناديلا، المدير التنفيذي لمايكروسوفت، أن النسبة في شركته ارتفعت إلى 30%، وهو ما يعني أن هذه الشركات بدأت في استبدال الموارد البشرية بأدوات رقمية بشكل تدريجي.

مارك زوكربيرج

تقنين التوظيف

وأكدت شركة Shopify هذا الاتجاه، حيث طلب الرئيس التنفيذي، توبي لوتكه، من مديري الأقسام ضرورة إثبات أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه تنفيذ المهام قبل التقدّم بطلبات توظيف جديدة، ويمثّل هذا النهج دليلاً إضافيًا على أن الذكاء الاصطناعي أصبح معيارًا لتقييم الحاجة إلى التوسّع في الموارد البشرية، ويدفع الشركات إلى إعادة النظر في هيكل فرقها التقنية.

دعم آلي

وأعلنت منصة Duolingo عن خطوات مماثلة، حيث بدأت في التخلي عن بعض الموظفين الذين يعملون كمساعدين بشريين، وقررت الشركة الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ نفس المهام، ويعني ذلك أن الشركات التي كانت تعتمد على العنصر البشري في تقديم الخدمات بدأت في استبدالهم تدريجيًا بأنظمة ذكية تؤدي المهام نفسها بكفاءة أعلى وبتكلفة أقل.

استحواذ محتمل

وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية أن شركة OpenAI تخطط للاستحواذ على شركة Windsurf، وهي شركة ناشئة طوّرت برنامجًا باسم “vibe coding”، ويتيح هذا البرنامج إنشاء تطبيقات كاملة باستخدام أوامر نصية فقط، وهو ما يختصر عمليات التطوير المعقّدة إلى جمل بسيطة، ويعني أيضًا أن المطور التقليدي قد يصبح غير ضروري في بيئة إنتاج التطبيقات.

تغيير الواقع

وكل هذه التطورات تؤكد أن شركات التقنية تتحرك نحو بيئة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج البرمجيات، وتهدف هذه البيئة إلى خفض التكاليف، وتسريع الإنتاج، وتحسين الأداء، وتقليص عدد الموظفين، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المبرمجين التقليديين ومصيرهم الوظيفي في العقد القادم.

ويبدو أن المبرمج الذي لا يتقن أدوات الذكاء الاصطناعي أو لا يستطيع تطوير نفسه ضمن هذا السياق الجديد سيواجه صعوبة كبيرة في الاستمرار داخل سوق العمل، ويعني ذلك أن التحول لا يهدد فقط طبيعة العمل داخل الشركات، بل يعيد تشكيل مفهوم الكفاءة التقنية بشكل كامل.

search

أكثر الكلمات انتشاراً