آبل تُطلق تحذيرًا عالميًا من هجمات تجسسية ضد مستخدمي آيفون

أرسلت شركة آبل تنبيهات أمنية إلى مستخدمي أجهزة آيفون في أكثر من 100 دولة، وأشارت الشركة إلى احتمالية تعرض عدد من المستخدمين لهجمات رقمية باستخدام برمجيات تجسسية متقدمة.

وأوضحت آبل في الرسائل أن تلك الهجمات تستهدف أفرادًا بعينهم بسبب هويتهم أو مجال عملهم، وأكدت أن لديها مستوى عالٍ من الثقة بوجود خطر حقيقي.

ولم تُفصح الشركة عن عدد الأفراد المتأثرين بهذه الحملة، ولم تحدد الجهات المسؤولة عن تنفيذ الهجمات، وذكر عدد من المستخدمين الذين تلقوا التحذير أنهم صحفيون أو سياسيون أو نشطاء في دول مختلفة.

واستشهد التحذير ببرمجية Pegasus الإسرائيلية التي تُطورها شركة NSO Group، وهي أداة تجسس متقدمة تُستخدم لاختراق الهواتف المحمولة بصمت ودون علم المستخدم.

طبيعة الهجمات

وبحسب آبل، فإن هذا النوع من الهجمات السيبرانية يتميز بتكلفته العالية وتعقيده الفني، ويعتمد على أدوات تخترق الهواتف بطرق دقيقة يصعب كشفها أو صدها، وغالبًا ما تكون هذه البرمجيات موجهة بدقة نحو أهداف معينة، وتُستخدم في حملات مراقبة سرية تقودها جهات حكومية أو منظمات متقدمة تقنيًا.

وتظهر إشعارات آبل الأمنية في ثلاث قنوات أساسية، حيث تُعرض التنبيهات للمستخدمين عند تسجيل الدخول إلى حساب Apple ID، كما تُرسل نسخة عبر البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى إشعار من تطبيق iMessage على الأرقام أو العناوين المرتبطة بالحساب المُهدد، وأكدت الشركة أن هذه القنوات الثلاث صُممت لضمان وصول التحذير الفوري للمستخدم المستهدف.

تحذيرات سابقة

ويأتي هذا التنبيه كجزء من سياسة مستمرة تتبعها آبل منذ عام 2021، حيث أرسلت خلال السنوات الماضية رسائل تحذير لأفراد في أكثر من 150 دولة، وسبق أن أصدرت الشركة تحذيرات مشابهة العام الماضي لمستخدمين في 92 دولة حول العالم، ما يشير إلى اتساع نطاق التهديدات السيبرانية الموجهة ضد المستخدمين ذوي الحساسية الأمنية العالية.

وتحذر الشركة في إرشاداتها الرسمية من أن المستخدم العادي لن يكون عادةً ضمن أهداف هذه البرمجيات المعقدة، ولكنها تحث من يتلقى التحذير على اتخاذ خطوات فورية، مثل تحديث النظام، وتفعيل المصادقة الثنائية، وعدم فتح الروابط المشبوهة، واستشارة خبراء أمن معلومات مستقلين لتقييم وضع الجهاز.

جهود مستمرة

وتؤكد آبل أنها تواصل تعزيز أدوات الحماية في أنظمتها، وتركز على تطوير تقنيات قادرة على رصد الهجمات المتقدمة قبل وقوعها، كما تعمل على مراقبة الأنماط المشبوهة التي قد تشير إلى نشاط تجسسي، وتقوم بإبلاغ المتأثرين فور توفر مؤشرات موثوقة عن التهديد.

ومن المتوقع أن تُعيد هذه التحذيرات فتح النقاش حول برمجيات التجسس التجارية واستخدامها من قبل حكومات أو جهات خاصة، وسبق أن طالبت منظمات حقوقية بفرض قيود صارمة على شركات مثل NSO Group، التي طُرحت ضدها دعاوى قانونية في عدة دول بسبب تورط تقنياتها في مراقبة صحفيين ونشطاء وسياسيين.

ويُنصح من يتلقى هذا النوع من التحذير باتباع تعليمات آبل بدقة، والابتعاد عن أي تصرفات تقنية غير محسوبة، وعدم تجاهل الإشعار حتى لو لم تظهر مؤشرات واضحة للاختراق، وتكمن خطورة هذه الهجمات في صعوبة اكتشافها دون أدوات متخصصة.