الأحد، 04 مايو 2025

12:43 ص

tru

صعود تقني جديد يعيد تشكيل سوق الهواتف

شاومي وOppo وvivo

شاومي وOppo وvivo

ياسين عبد العزيز

A A

تشهد العلاقة بين الولايات المتحدة والصين تصعيدًا جديدًا بعد عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، وبدأت التوقعات تدور حول جولة جديدة من العقوبات التجارية، وخصوصًا في قطاع التكنولوجيا، الأمر الذي أعاد للأذهان ما جرى مع شركة هواوي عندما تم حرمانها من خدمات جوجل، ما دفعها لتطوير نظامها الخاص HarmonyOS.

توجه استراتيجي

ووفقًا لتقارير مسرّبة، فإن شركات الهواتف الصينية الكبرى مثل شاومي وأوبو وفيفو وOnePlus بدأت فعليًا في استكشاف خيار التخلي الكامل عن خدمات جوجل من خلال تطوير نسخة من نظام أندرويد تكون خالية من أي ارتباط بشركة جوجل الأمريكية، ويمثل هذا التوجه خطًا دفاعيًا استباقيًا في حال فرضت الولايات المتحدة قيودًا مماثلة لتلك التي فُرضت على هواوي سابقًا، والتي أثّرت على مكانتها في السوق العالمي.

نظام جديد

ويُعتقد أن شاومي تخطط لتوسيع قدرات نظامها الجديد HyperOS 3 ليكون منصة متكاملة بديلة لأنظمة أندرويد الحالية، مع أن التفاصيل حول شكل التعاون بين هذه الشركات الصينية لا تزال غير واضحة حتى الآن، وخصوصًا فيما يتعلق بإمكانية دخول هواوي على خط الدعم الفني أو البرمجي لهذه الخطوة.

أسئلة مطروحة

ويطرح هذا السيناريو أسئلة مهمة، من بينها: هل ستعتمد هذه الشركات على أدوات تطوير برمجية قدمتها هواوي مثل مترجم Ark Compiler أو تطبيقات بديلة مثل Petal Maps؟ رغم غياب التصريحات الرسمية، إلا أن تكرار تجربة هواوي يبدو خيارًا مطروحًا بقوة في ظل الضغوط الغربية المستمرة على قطاع التكنولوجيا الصيني.

حصة السوق

وتشير أحدث البيانات إلى أن الشركات الصينية تسيطر على نحو ثلثي سوق الهواتف الذكية داخل الصين في الربع الأول من عام 2025، حيث تتصدر شاومي المبيعات، تليها هواوي، ثم أوبو وفيفو، وهذه الأرقام تعكس نفوذًا قويًا داخل السوق المحلي، ما يمنح هذه الشركات حرية أكبر لاتخاذ قرارات جريئة دون أن تتأثر مبيعاتها الداخلية كثيرًا.

انعكاسات عالمية

وعلى الصعيد الدولي، تتواجد شاومي وأوبو وفيفو بين أقوى خمس شركات لتصنيع الهواتف الذكية، ما يعني أن أي توجه جماعي نحو تطوير نظام تشغيل مستقل أو إلغاء خدمات جوجل من الهواتف القادمة سيترك أثرًا مباشرًا على ملايين المستخدمين، وخصوصًا في الأسواق الناشئة مثل الهند وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث تعتمد هذه الشركات على نماذج هواتف منخفضة ومتوسطة السعر تلقى رواجًا واسعًا.

ورغم أن هذه الخطوات لا تزال في مرحلة التخطيط، فإن المؤشرات الحالية توضح أن شركات الهواتف الصينية لم تعد ترى في جوجل شريكًا ثابتًا أو مضمونًا، وبدأت في بناء خياراتها الخاصة، تحسّبًا لأي قرارات مفاجئة، وبهذا فإن المشهد التقني العالمي قد يكون على أعتاب مرحلة جديدة من الانقسام الرقمي بين الشرق والغرب.

search

أكثر الكلمات انتشاراً