"كلود" يقتحم عالم الأبحاث العميقة بميزة تحليلية تمتد لـ45 دقيقة

أعلنت شركة "أنثروبيك" عن تحديث رئيسي في روبوت الذكاء الاصطناعي "كلود"، يتيح له الآن تنفيذ عمليات بحث واستقصاء معمقة تمتد حتى 45 دقيقة لإنتاج تقارير شاملة ودقيقة. 

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحسينات المتتالية التي تعمل الشركة على تطويرها، وخصوصًا في ظل احتدام المنافسة مع عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل Google وOpenAI، اللتين طرحتا خدمات بحثية متقدمة في الأشهر الماضية.

قدرات موسّعة

وتكمن أهمية التحديث الجديد في قدرته على تفكيك الاستعلامات المعقدة إلى أجزاء صغيرة، ثم تحليل كل جزء بشكل منفصل، ودمج النتائج في تقرير نهائي متكامل ومدعوم بروابط للمصادر الأصلية، ما يعزز مصداقية النتائج وسهولة تتبع المعلومات. 

وبهذا، لم يعد المستخدم مقيدًا بزمن قصير عند التعامل مع موضوعات دقيقة أو تخصصية، بل أصبح بإمكانه الاستفادة من وقت أطول يصل إلى 45 دقيقة، وخصوصًا في المواضيع التي تتطلب تدقيقًا واسع النطاق وتحليلاً متعمقًا.

وفي اختبار عملي لهذه الميزة، استغرق "كلود" نحو 13 دقيقة لإعداد تقرير تفصيلي عن تاريخ ألعاب الفيديو، ونجح في عرض معلومات دقيقة وشاملة، وبلغ مستوى الجودة في هذا التقرير حدًا جعل بعض المراقبين يقارنونه بالمحتوى المنشور في الكتب والمراجع المتخصصة، وخصوصًا من حيث التنظيم وسلاسة العرض، رغم تسجيل بعض الملاحظات المتعلقة بالاقتباسات غير الموثقة بالكامل.

تكامل ذكي

وبالتوازي مع تحديث قدراته البحثية، أطلقت شركة "أنثروبيك" ميزة جديدة تحت اسم "التكاملات"، وتهدف هذه الميزة إلى توسيع آفاق استخدام "كلود" من خلال ربطه مباشرة مع عدد من خدمات وتطبيقات الطرف الثالث، وخصوصًا في بيئات العمل التقنية والتنظيمية. 

وشملت القائمة الأولية لخدمات التكامل كلًا من Jira وConfluence وZapier وCloudflare، وذكرت الشركة أنها تعمل حاليًا على إضافة مزيد من الخدمات لاحقًا.

ومن شأن هذه التكاملات أن تعزز أداء المساعد الذكي، حيث يمكنه مثلًا استخراج بيانات مبيعات من تطبيق معين، أو إعداد تقارير لاجتماعات بناءً على جداول زمنية موجودة في تقويم المستخدم، وبهذا يتحول "كلود" إلى أداة عمل شاملة تدعم الإنتاجية وتسهل معالجة البيانات دون الحاجة إلى تدخل يدوي.

خيارات اشتراك

وأعلنت "أنثروبيك" أن الميزات الجديدة ستكون متاحة حصرًا لمستخدمي خطط Max وTeam وEnterprise في المرحلة الأولى، وذكرت أنها تعمل على توسيع التوافر تدريجيًا ليشمل مستخدمي خطة Pro لاحقًا، وبهذا تضمن الشركة تقديم أفضل الميزات للفئات الأكثر احترافًا أولًا، بينما تواصل تطوير واجهتها لتلبية احتياجات جميع شرائح المستخدمين.

كما وسعت الشركة نطاق ميزة البحث عبر الإنترنت لتشمل جميع مستخدمي الخطط المدفوعة حول العالم، وبهذا تواصل الشركة نهجها في دمج الذكاء الاصطناعي بممارسات البحث الحديثة، وخصوصًا أن المستخدمين باتوا يعتمدون على الأدوات الذكية في توليد الأفكار، والتحقق من المعلومات، وإعداد المحتوى عالي الجودة.

ومع هذه التطويرات، يبدو أن "كلود" يتجه نحو مرحلة جديدة من المنافسة في قطاع المساعدين الذكيين، وخصوصًا أن قدراته لم تعد تقتصر على الدردشة أو توليد النصوص، بل بات أداة بحث واستقصاء مهنية يمكن الاعتماد عليها في بيئات العمل، والبحث الأكاديمي، وصناعة المحتوى المتقدم.