الأحد، 04 مايو 2025

03:44 م

tru

ثورة إلكترونية.. 3 مليارات روبوت سيشاركون العالم الحياة بحلول 2060

الروبوتات

الروبوتات

ياسين عبد العزيز

A A

كشف تقرير صادر عن بنك أوف أمريكا عن توقعات مثيرة بشأن تطور وانتشار الروبوتات الشبيهة بالبشر، والتي يتوقع أن تتحول من خيال علمي إلى واقع يومي بحلول العقود القليلة المقبلة، وخصوصًا مع تسارع وتيرة الابتكار في الذكاء الاصطناعي وهندسة الروبوتات. 

ووفقاً للتقرير، فإن استخدام هذه الروبوتات سيبدأ فعليًا على نطاق واسع في عام 2028، وستمثل نقلة نوعية في مفهوم العمل والإنتاج داخل المجتمعات الحديثة.

مراحل انتشار

ويرجح التقرير أن يشهد العالم ثلاث مراحل رئيسية في مسار انتشار الروبوتات البشرية، حيث ستبدأ المرحلة الأولى باستخدام هذه الكيانات الذكية في المصانع والمستودعات، وخصوصًا في أعمال النقل والفرز والتجميع، ثم ستنتقل المرحلة الثانية إلى قطاعات الضيافة والتجزئة، وخصوصًا في الفنادق والمطاعم والمتاجر، وأخيرًا، ستصل المرحلة الثالثة إلى داخل المنازل، حيث ستصبح الروبوتات جزءاً من الحياة اليومية، وتؤدي مهامًا مثل الطهي، والتنظيف، ورعاية كبار السن، وتقديم الدعم الصحي.

ويتوقع التقرير أن تنخفض تكلفة تصنيع الروبوت الواحد إلى نحو 17 ألف دولار، وخصوصًا مع توسع خطوط الإنتاج وتحسن كفاءة المكونات الداخلية، وبهذا يصبح من الممكن إنتاج كميات كبيرة بأقل كلفة، وهو ما سيسرّع من عملية التبني التجاري والشخصي لهذه التقنية الثورية.

روبوتات بشرية

أرقام مستقبلية

وفي توقع مثير للجدل، يشير التقرير إلى أن عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر في العالم سيصل إلى ما يقارب 3 مليارات وحدة بحلول عام 2060، وخصوصًا مع تزايد الاعتماد عليها في الأعمال اليومية وتقديم الخدمات، وخصوصًا في البيئات المنزلية. 

ويتوقع أن يشهد عام 2030 شحن نحو مليون وحدة سنويًا، في حين سترتفع الأرقام لتصل إلى 10 ملايين وحدة سنويًا بحلول ذات العام، مما يفتح الباب واسعًا أمام تحول جذري في البنية الاقتصادية والاجتماعية للعالم.

ويقدر التقرير أن هذه الروبوتات ستحل مكان ما بين 1.5 إلى 2.5 عامل بشري في قطاعات مختلفة، بينما سيكون هناك نحو 0.7 روبوت في كل منزل، وخصوصًا في الدول المتقدمة ذات الأنظمة التكنولوجية الناضجة، مما قد يؤدي إلى إحلال واسع للعمالة المنزلية غير المدفوعة الأجر ببدائل آلية تعمل دون كلل أو تكلفة تشغيلية مستمرة.

تحديات تقنية

ورغم هذا التفاؤل، إلا أن التقرير لا يغفل العقبات التي تعترض طريق التوسع في هذه التقنية، وخصوصًا ما يتعلق بالحاجة إلى ذكاء اصطناعي أكثر تقدمًا يمكنه فهم اللغة والتواصل بسلاسة، بالإضافة إلى صعوبة تطوير مكونات معقدة مثل الأيدي البشرية، التي تُعد من أكثر الأجزاء تكلفة وتعقيدًا، حيث تشكل وحدها نحو 20% من إجمالي تكلفة تصنيع الروبوت الواحد.

ويضيف التقرير أن نقص البيانات الواقعية اللازمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومحدودية إمكانيات بعض التصاميم في الحفاظ على التوازن والحركة بسلاسة، قد يشكلان عائقًا أمام تطوير روبوتات يمكن الاعتماد عليها في البيئات المزدحمة والمليئة بالتفاعلات البشرية.

ومع ذلك، فإن التوجه العام في القطاع الصناعي والتكنولوجي يشير إلى إصرار الشركات الكبرى على تجاوز هذه التحديات، وخصوصًا في ظل الأرباح المستقبلية الضخمة المتوقعة من أسواق الروبوتات المنزلية والتجارية، والتي ستشهد ازدهارًا غير مسبوق خلال العقود المقبلة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً