الذكاء الاصطناعي يرسم ملامح مستقبل مهني جديد للباحثين عن الفرص

تغيير المسار المهني
ياسين عبد العزيز
في زمن تتسارع فيه التغيرات التقنية وتتحول فيه الوظائف بشكل جذري، أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا حقيقيًا في رسم المسارات المهنية الجديدة، وبدأت أدواته الذكية في فتح أبواب غير متوقعة أمام من يسعون إلى تغيير مجرى حياتهم المهنية، وخصوصًا أولئك الذين يبحثون عن فرص عمل خارج نطاق خبراتهم السابقة، فقد بدأت شركات رائدة مثل سيلزفورس وجوجل ولينكدإن في تطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل المهارات الشخصية للمستخدمين واقتراح وظائف جديدة مناسبة، مع تقديم خطط تدريبية تُمكّنهم من الانتقال السلس إلى مجالات جديدة.
مهن بديلة
وتُعد تجربة بروك جرانت مثالًا واقعيًا على الإمكانيات التي تتيحها هذه الأدوات، إذ عملت جرانت لعقد كامل في مجال إدارة التغيير، لكنها وجدت نفسها مؤخرًا في وظيفة جديدة تمامًا في مجال "تمكين المبيعات"، بفضل أداة "كارير كونيكت" التي طورتها شركة سيلزفورس، ووصفت جرانت التجربة بأنها كانت غير متوقعة، وأكدت أنها لم تكن لتتقدم لهذا المنصب لولا الثقة التي منحتها لها هذه الأداة، ونجحت في الحصول على الوظيفة في مارس الماضي مع زيادة في الراتب.
ومن جهة أخرى، تقدم جوجل أداة "كارير دريمر"، وهي خدمة مجانية جذبت مئات الآلاف من المستخدمين الأمريكيين منذ انطلاقها في فبراير الماضي، وتعتمد هذه الأداة على تحليل بيانات سوق العمل واقتراح مسارات وظيفية بديلة بناءً على المهارات الحالية للمستخدم، وتقترح أيضًا الشهادات المهنية التي توفرها جوجل لسد أي فجوة مهارية مطلوبة، وبهذه الطريقة يستطيع المستخدم أن يتحول مهنيًا دون أن يشعر بأنه يبدأ من الصفر.

توجيه ذكي
وقد أظهرت الأداة كفاءتها من خلال تقديم اقتراحات دقيقة لحالات متعددة، حيث نصحت محاسبة تعمل في إحدى شركات "الأربعة الكبار" بالتحول إلى مناصب مثل مستشار إداري أو أخصائي في الشؤون التنظيمية، كما اقترحت على معلمة مدرسة التفكير في وظيفة مدرب شركات، وهو ما يدل على قدرة الذكاء الاصطناعي على كشف إمكانات غير مستغلة لدى الأفراد وتوجيههم إلى خيارات مهنية منطقية ومربحة.
وفي هذا السياق، تقول ليزا جيفلبر، مؤسسة مبادرة "النمو مع جوجل"، إن كثيرًا من الناس لا يعرفون كيف يوظفون المهارات التي يمتلكونها في مجالات أخرى، وبهذا تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي وسيلة جديدة لرؤية الذات من منظور مهني مختلف.
مساعدة إضافية
ولا تقتصر مساعدة الذكاء الاصطناعي على الأدوات الرسمية، بل يمتد الأمر إلى استخدام روبوتات الدردشة المجانية مثل ChatGPT، حيث استخدمتها راشيل فوجلمان، طالبة ماجستير إدارة الأعمال في جامعة إنديانا، لتطوير أوامر مخصصة تساعد العاملين في الصحة العامة على التحول إلى القطاع الخاص.
وتوضح راشيل أن السر يكمن في "إعادة سرد قصتك المهنية بلغة يفهمها القطاع الجديد"، ونشرت نماذج هذه الأوامر على لينكدإن، وساعدتها الأداة في اكتشاف وظائف جديدة مثل "منسق برامج رفاهية الموظفين" و"مدير علاقات مجتمعية".
ومع أن هذه الأدوات قوية وواعدة، إلا أن الخبراء يحذرون من الاعتماد الكلي عليها، حيث ترى ستيفاني رانو، الخبيرة السابقة في التوظيف بشركة "تورش لايت هاير"، أن الشركات ما تزال تفضل المرشحين ذوي الخبرة المباشرة، وتركز على الجانب العملي من التجربة، وخصوصًا في الوظائف المتخصصة.
ومع ذلك، تمثل أدوات الذكاء الاصطناعي نقطة انطلاق قوية تساعد الأفراد على استكشاف آفاق جديدة، وتحفزهم على تحويل مهاراتهم الحالية إلى فرص واقعية في قطاعات ربما لم تخطر لهم من قبل، وتمنحهم شجاعة المحاولة والتغيير، وخصوصًا في سوق عمل لم يعد يعترف بالثبات الوظيفي التقليدي.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً