يوتيوب تختبر خطة اشتراك مزدوجة بأسعار مخفّضة لتعزيز قاعدة المستخدمين

بدأت منصة يوتيوب تجريب خطة اشتراك جديدة ضمن فئة "بريميوم" تتيح لشخصين فقط مشاركة مزايا الاشتراك الشهري، وبتكلفة مخفّضة مقارنة بالخطة العائلية الكاملة.

وأعلنت الشركة أن هذه الخطة قيد الاختبار حاليًا في عدد محدود من الأسواق العالمية، حيث تم تفعيلها بالفعل في كل من الهند، وفرنسا، وهونغ كونغ، وتايوان.

خطة مرنة

وتهدف الخطة الجديدة، بحسب تصريحات رسمية صادرة عن الشركة، إلى منح المستخدمين مزيدًا من المرونة والقيمة مقابل التكلفة، خاصة لأولئك الذين لا يرغبون أو لا يحتاجون إلى اشتراك عائلي موسّع.

وتسمح هذه الخطة لشخصين – يعيشان في نفس المكان – بالاستفادة من ميزات الاشتراك المدفوع مثل المشاهدة بدون إعلانات، وتشغيل الفيديوهات في الخلفية، وإمكانية التحميل للمشاهدة لاحقًا، وكل ذلك دون الحاجة لتحمّل تكلفة اشتراك العائلة الذي يشمل ما يصل إلى خمسة أفراد.

وقال متحدث رسمي باسم يوتيوب لموقع TechCrunch: "نحن نعمل على اختبار طرق جديدة لتقديم مزيد من المرونة لمشتركي YouTube Premium، ومن بينها خطة الاشتراك المزدوج التي تمنح شخصين إمكانية مشاركة المزايا بتكلفة أقل".

جذب المشتركين

وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه يوتيوب تحديات متزايدة تتعلق بإقناع المستخدمين بالحفاظ على اشتراكاتهم، وخصوصًا في ظل الارتفاعات المستمرة في الأسعار خلال السنوات الأخيرة.

ومن المتوقع أن تساعد هذه الخطة المخفّضة في استعادة فئة من المستخدمين الذين ألغوا اشتراكهم في وقت سابق، وخصوصًا أولئك الذين لا يرغبون بدفع التكلفة الكاملة لاشتراك فردي أو عائلي، ويُرجّح أن يجدوا في هذه المبادرة حلاً وسطًا يوفر لهم القيمة والمزايا دون العبء المالي الزائد.

ويشير مراقبون إلى أن هذا النموذج قد يكون تمهيدًا لتحوّل أوسع في سياسات التسعير على المنصة، وخصوصًا إذا أثبتت التجربة نجاحًا في الأسواق التي انطلقت فيها، وتبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت الخطة ستُعمّم عالميًا خلال الأشهر المقبلة.

بدائل جديدة

من الجدير بالذكر أن يوتيوب كانت قد قدمت مؤخرًا خطة اشتراك مخفّفة أخرى باسم "Premium Lite"، والتي تُتيح للمستخدمين مشاهدة معظم المقاطع دون إعلانات فقط، وبدون باقي الميزات الأخرى، مقابل 8 دولارات شهريًا.

وتتوفر هذه الخطة حاليًا في بعض الدول مثل الولايات المتحدة، وأستراليا، وألمانيا، وتايلاند، وهذا التنويع في باقات الاشتراك يعكس حرص الشركة على الوصول إلى شرائح متعددة من المستخدمين عبر خيارات مرنة تراعي اختلاف الأولويات والقدرات المالية.

وتُظهر أرقام جوجل، المالكة لمنصة يوتيوب، أن عدد المشتركين في خدمتي YouTube Premium وYouTube Music مجتمعين يتجاوز 125 مليون مستخدم حول العالم، ما يعكس أهمية هذه الخدمة كمصدر رئيسي للإيرادات خارج الإعلانات، ويُتوقع أن يسهم إطلاق مزيد من الخطط التنافسية في تعزيز هذا الرقم مستقبلًا.

ورغم أن الشركة لم تؤكد حتى الآن ما إذا كانت تنوي توسيع خطة الاشتراك المزدوج إلى أسواق جديدة، فإن ردود الفعل الأولية ستكون على الأرجح العامل الحاسم في قرارها النهائي، ويُنتظر أن تصدر تحديثات رسمية لاحقة حول إمكانية تعميم الخطة بناءً على أداء التجربة في الدول الأربع المحددة.

وبهذا الطرح، تُثبت يوتيوب مجددًا أنها تعمل على تحسين تجربة المستخدمين من جهة، وتعظيم الإيرادات من جهة أخرى، وذلك من خلال تقديم حلول اقتصادية تلائم أنماط الاستخدام المختلفة، وخصوصًا في ظل التنافس الحاد مع منصات البث الأخرى.