مايكروسوفت تستعد لإطلاق Xbox جديد بواجهة موحدة ومحاكاة متقدمة

بدأت مايكروسوفت في اتخاذ خطوات واضحة نحو توحيد بيئة تشغيل منصاتها المستقبلية، حيث كشفت مؤشرات قوية على تطوير جهاز Xbox جديد يعمل بنظام Windows ويعتمد على تقنيات متقدمة لمحاكاة الألعاب القديمة، الهدف الأساسي هو ضمان تشغيل مكتبة ألعاب Xbox الواسعة في المستقبل، دون التضحية بالأداء أو التوافق.

الإشارة الأولى ظهرت من خلال إعلان وظيفة جديد نشرته الشركة، يبحث عن مهندس برمجيات رئيسي للانضمام إلى فريق "الحفاظ على الألعاب".

 المواصفات المطلوبة تؤكد الاتجاه نحو تطوير حلول محاكاة قابلة للتوسع، مع تركيز على تشغيل الألعاب الكلاسيكية على الأجهزة والمنصات الحديثة، وحمايتها من القرصنة أو التلاعب.

رغم أن إعلان الوظيفة لم يحدد بشكل مباشر الأجهزة أو المنصات التي ستستفيد من هذا التطوير، فإن التلميحات تتجه نحو دمج مكتبة Xbox بالكامل ضمن بنية تشغيل تعتمد على واجهات Windows، سواء على الحواسيب أو أجهزة الألعاب المحمولة أو الثابتة.

تجربة موحدة

مايكروسوفت تعمل على تقريب تجربتي Xbox وWindows من بعضهما، وهو ما ظهر في دعم أجهزة الحاسب الحديثة لتشغيل عدد متزايد من ألعاب Xbox Series X وS، إلى جانب بعض الألعاب التي أصبحت متوفرة على PS5، هذا يشير إلى مسار واضح نحو فصل البرمجيات عن العتاد، وإتاحة الألعاب على أكبر عدد ممكن من الأجهزة.

وتدعم هذه الخطوة الشائعات حول جهاز جديد يُعرف داخليًا باسم Project Kennan، تقول التسريبات إن الجهاز سيكون محمولًا، من تصنيع Asus، ويعمل بنظام Windows، مع واجهة Xbox بملء الشاشة وتحكمات مدمجة، هذا الدمج بين قابلية التنقل وتجربة Xbox الكاملة سيكون تطورًا كبيرًا في شكل الأجهزة القادمة من مايكروسوفت.

تركيز على التوافق

بحسب تقارير من Jez Corden في موقع Windows Central، تواصل مايكروسوفت تحديث بيئة تطوير Xbox لتصبح متوافقة أكثر مع واجهة برمجة التطبيقات Win32، رغم أن هذه الواجهة مدعومة جزئيًا في Series X، لا تزال هناك ألعاب مبرمجة باستخدام نظام Xbox ERA القديم، مما يفرض تحديات في نقلها أو تشغيلها على الأنظمة الجديدة.

هنا تظهر أهمية وظيفة المهندس البرمجي الجديد، حيث سيُطلب منه معالجة الألعاب القديمة لجعلها قابلة للمحاكاة دون تعديل كبير. 

كما أشار فيل سبنسر، رئيس قسم Xbox، إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة هذه العملية، عبر تحليل وتحسين توافق الألعاب تلقائيًا.

نهج Microsoft Play Anywhere

الخطة الأكبر لمايكروسوفت تتبلور ضمن إطار ما يعرف بـ استراتيجية Play Anywhere، والتي تهدف إلى جعل تجربة اللعب مستقلة عن الجهاز، بحيث يمكن للمستخدم تشغيل الألعاب على أي منصة مرتبطة بحسابه، سواء كان يستخدم Xbox أو PC أو جهاز محمول، تظل تجربة اللعب نفسها، والبيانات محفوظة ومزامنة.

وفي ظل تباطؤ مبيعات Series X، لا يبدو أن الشركة تنوي التراجع عن دعم عتاد الألعاب، بل تعيد تعريف المفهوم نفسه، بدلًا من الاعتماد على جهاز محدد، تسعى إلى توفير منظومة متكاملة تتكون من برمجيات مرنة وأجهزة متنوعة يمكنها تشغيل نفس المحتوى.

هذا التوجه يضع مايكروسوفت في موقع مختلف تمامًا عن منافسيها، ويركز على الاستمرارية والتكامل بدلًا من الصراع التقليدي على الحصريات، خاصة مع قيامها بنقل بعض ألعاب Xbox الحصرية إلى PS5، وإشارات إلى دعم جهاز Switch 2 القادم من نينتندو.

مايكروسوفت تؤسس اليوم لمرحلة جديدة في مستقبل الألعاب، حيث يصبح التوافق والحرية في اختيار الجهاز أولوية، دون التنازل عن الأداء أو الجودة.