السبت، 10 مايو 2025

04:13 م

tru

جوجل تستثمر في الطاقة النووية لدعم نمو الذكاء الاصطناعي

جوجل

جوجل

ياسين عبد العزيز

A A

أعلنت شركة جوجل توقيع اتفاقية جديدة مع شركة Elementl Power، تهدف إلى إنشاء ثلاثة مواقع مخصصة لمفاعلات نووية متقدمة، بإجمالي قدرة توليد تصل إلى 1.8 جيجاواط. 

يأتي هذا الاتفاق كخطوة عملية في خطة الشركة لتأمين مصادر طاقة مستقرة ومستدامة، لتلبية الارتفاع المتسارع في الطلب على الطاقة الذي تسببت به تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الاتفاقية تنص على بناء ثلاثة مفاعلات صغيرة الحجم من نوع SMR، بحيث يوفّر كل موقع قدرة إنتاجية لا تقل عن 600 ميجاواط، هذه القدرة يمكن أن تغذي مراكز بيانات ضخمة، وتُعد كافية لتشغيل بنى تحتية رقمية على نطاق واسع. 

كما تنص الاتفاقية على ربط هذه المفاعلات مباشرة بالشبكة الكهربائية، ما يسمح لجوجل بشراء الطاقة دون وسيط، لاستخدامها بشكل مباشر في منشآتها.

توسع كبير

جوجل تخطط هذا العام لاستثمار ما يصل إلى 75 مليار دولار لتوسعة مراكز البيانات حول العالم، وهي مراكز أصبحت تستهلك طاقة هائلة، خصوصًا مع اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي الكبيرة مثل نماذج اللغة، وتطبيقات البحث، وخدمات الحوسبة السحابية، هذا النمو يفرض واقعًا جديدًا على شركات التقنية، يدفعها إلى البحث عن حلول طاقة متقدمة وأكثر كفاءة.

شراكة جوجل مع Elementl تفتح الباب أمام نماذج جديدة لإمداد الطاقة، بعيدًا عن الشبكات التقليدية، وتعزز من استقلالية الشركة في إدارة مواردها الطاقية، وهو أمر ضروري لضمان استمرارية عمل خدماتها الرقمية بلا انقطاع.

جوجل

طاقة مستمرة

شركة Elementl التي تم تأسيسها على يد Breakwater North، لم تُطوّر محطات نووية سابقة، لكنها تضم فريقًا من المختصين ذوي خبرة طويلة في تطوير مواقع الطاقة، وقد كانت تعمل في هدوء نسبي حتى الآن، لكنها تسعى من خلال هذا التعاون إلى إثبات جدواها التجارية والتقنية.

المفاعلات النووية الصغيرة SMR التي تنوي الشركتان اعتمادها تُصنَّف ضمن فئة المفاعلات المتقدمة، وتتميز بحجمها الأصغر مقارنة بالمفاعلات التقليدية، وسهولة تصنيعها، وانخفاض تكاليف بنائها، هي مفاعلات يمكن إنتاجها بكميات كبيرة، ثم نقلها إلى المواقع المطلوبة، ما يختصر الوقت ويقلل التكاليف.

حتى الآن، لم يُنفذ أي مشروع تجاري فعلي قائم على هذه المفاعلات خارج الصين، ومع ذلك، فإن شركات التقنية في وادي السيليكون تبدي اهتمامًا متزايدًا بهذه التقنية، نظرًا لقدرتها على تقديم طاقة مستمرة على مدار الساعة، وبشكل مباشر من المصدر إلى مراكز البيانات.

تقنية واعدة

مع أن مشروع جوجل لا يزال في بداياته، إلا أن الخطوة تمثل تحولا واضحًا في تفكير الشركات الرقمية الكبرى تجاه إدارة الطاقة، لم تعد الطاقة مجرد بند تشغيلي، بل أصبحت أحد عناصر الاستراتيجية الأساسية.

هذا المشروع قد يكون بداية لتحول أوسع في سوق الطاقة، يقود نحو استقلالية أكبر لمراكز البيانات، وابتعاد تدريجي عن مصادر الطاقة التقليدية ذات الانبعاثات المرتفعة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً