كيف تعزز المملكة وعي الحجاج بالأمن السيبراني؟

في ظل التوسع الرقمي الذي يشهده موسم الحج عاماً بعد عام، لم يعد الأمن السيبراني مقتصراً على فرق تقنية تعمل خلف الشاشات، بل أصبح جزءاً من ثقافة عامة يجب نشرها بين جميع منسوبي الجهات الوطنية وضيوف الرحمن أنفسهم. وفي هذا السياق، تواصل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في السعودية تنفيذ باقة متنوعة من الأنشطة التوعوية التي تهدف إلى رفع الوعي السيبراني العام خلال موسم حج 1446هـ (2025).

برامج توعوية ميدانية تستهدف الحجاج

أطلقت الهيئة عدة مبادرات ميدانية تركّز على الحجاج، حيث تم تنظيم معرض تفاعلي للتوعية بالأمن السيبراني في مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي. يتضمن المعرض شاشات عرض ومواد مرئية توعوية تشرح بأسلوب مبسط كيفية حماية الأجهزة الذكية، وتجنب الرسائل المشبوهة، والحذر من الروابط غير الآمنة.
هذه المبادرات تتيح للحاج أن يكون على دراية بالتهديدات الرقمية المحتملة أثناء استخدامه لـ خدمات الحج الذكية مثل الخرائط التفاعلية، والتطبيقات الخاصة بالتنقل والإقامة، والخدمات البنكية.

جلسات متخصصة لمنسوبي الجهات الوطنية

كما يشمل البرنامج تنفيذ جلسات تدريبية توعوية مخصصة لمنسوبي الجهات الحكومية المشاركة في موسم الحج. تركز هذه الجلسات على أهمية الالتزام بأفضل ممارسات الأمان السيبراني أثناء العمل، مثل حماية كلمات المرور، استخدام الشبكات المؤمنة، والتعامل الآمن مع البيانات الحساسة.
تهدف هذه التوعية إلى خلق بيئة عمل آمنة تقنياً ضمن الجهات الحكومية والخدمية التي تتعامل يومياً مع بيانات الحجاج وتقدم لهم خدمات رقمية متقدمة.
مواد توعوية في مرافق الضيافة

ومن أجل الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، قامت الهيئة بتوزيع مواد توعوية متعددة اللغات في مرافق الضيافة والسياحة بمكة المكرمة، تشمل كتيبات، ملصقات، ورموز QR يمكن من خلالها مشاهدة مقاطع فيديو توعوية قصيرة. كما تم التنسيق مع مقدمي خدمات الحج والعمرة لضمان نشر هذه المواد ضمن مقارّ الإقامة ومراكز الإرشاد.

وعي الحاج جزء من الحماية

إن إدراك الحاج لأهمية الأمن السيبراني ومعرفته بالأساليب البسيطة لحماية بياناته، مثل عدم مشاركة رموز الدخول أو توخي الحذر عند استخدام الشبكات العامة، يُعد جزءًا مهمًا من منظومة الحماية الشاملة. وهذا ما تسعى إليه الهيئة من خلال هذه الحملات، لتكون الوقاية شاملة تبدأ من المستخدم وتنتهي عند النظام.

تعزيز الحماية من خلال التوعية

تعكس هذه المبادرات التوعوية فهماً عميقاً من الجهات الوطنية بأن الأمن السيبراني لا يُبنى فقط بالأدوات التقنية، بل يحتاج إلى تفاعل وتعاون من الجميع. وبذلك، تُعد هذه الجهود جزءاً أساسياً من خطة المملكة لحج أكثر أمناً من الناحية الرقمية، في ظل النمو المتسارع للتقنيات المعتمدة في تنظيم الحشود وإدارة الخدمات.