غموض مستمر حول دعم ألعاب PS3 رغم براءات الاختراع.. هل تفاجئنا Sony؟

بينما تدخل منصة PlayStation 5 عامها الخامس في الأسواق العالمية وتستعد لإطلاق النسخة المحسّنة منها "PS5 Pro"، يظل سؤال كبير بلا إجابة من شركة Sony: أين التوافق الحقيقي مع الأجيال السابقة، وبالأخص مع مكتبة ألعاب PlayStation 3؟ 

فرغم تسجيل عدة براءات اختراع والإعلان عن وظائف تقنية متخصصة في المحاكاة خلال الأعوام الماضية، لا يزال المستخدمون محرومين من تشغيل ألعاب PS3 بشكل مباشر على أجهزة PS5، مما يعيد فتح النقاش حول مستقبل هذا الدعم المنتظر في ظل التطورات المتسارعة داخل قطاع الألعاب.

جهود متواصلة

منذ عام 2022 وحتى 2024، أظهرت Sony اهتمامًا ملحوظًا بتقنيات محاكاة الألعاب القديمة، إذ سجلت الشركة عددًا من براءات الاختراع التي ركزت على التحديات التقنية المرتبطة بمحاكاة بيئة PlayStation 3، والتي تُعرف بتعقيداتها الهندسية. 

ومن أبرز هذه الوثائق براءة اختراع سجلت في فبراير 2024 باسم المهندس المعماري للأنظمة "مارك سيرني"، تصف طرقًا جديدة لحل مشكلات التوقيت البرمجي في التطبيقات القديمة، وهي واحدة من أبرز العقبات التقنية التي تعيق محاكاة ألعاب PS3 بشكل مثالي على الأجهزة الحديثة.

وفي براءة أخرى تعود لعام 2022، أشارت Sony إلى دعم محتمل للأجهزة الطرفية القديمة مثل كاميرا EyeToy، مما يعزز المؤشرات على وجود خطة أوسع لتوفير تجربة لعب متكاملة لمحتوى الأجيال السابقة. 

ولم تقتصر هذه الجهود على الجانب التقني فحسب، بل شملت أيضًا التوظيف؛ حيث نشرت الشركة إعلانات وظائف لمهندسين متخصصين في المحاكاة لدعم ألعاب خط "PlayStation Classics" على منصتي PS4 وPS5، وفقًا لما كشفته إعلانات عبر LinkedIn.

صمت رسمي

رغم هذه المؤشرات، لم تصدر Sony حتى مايو 2025 أي تأكيد رسمي حول دعم تشغيل ألعاب PS3 مباشرة على PS5 أو الجيل القادم، مكتفية بإتاحة هذا المحتوى من خلال البث السحابي عبر خدمة PlayStation Plus. 

هذا الصمت المتكرر أصبح محط انتقاد واسع من جمهور اللاعبين، لا سيما في ظل تطور سياسات الانفتاح على المنصات الأخرى، والتي يبدو أنها تتحرك بخطى أسرع من Sony نحو دعم المحتوى الكلاسيكي بشكل شامل.

اتجاه الصناعة

في المقابل، تسير الشركات المنافسة نحو مزيد من الانفتاح؛ فشركة Microsoft أعلنت أن لعبة Gears of War: Reloaded — وهي نسخة معاد تصميمها من الإصدار الأصلي لعام 2006 — ستصدر رسميًا على منصة PS5 في أغسطس 2025، وهو تطور غير مسبوق بالنسبة إلى سلسلة كانت تعتبر حصرية بالكامل لنظام Xbox. 

وغطت العديد من المنافذ الإعلامية مثل IGN هذا الإعلان، معتبرة أن توفر اللعبة على PS5 يمثل خطوة كبيرة نحو كسر الحواجز التقليدية بين المنصات.

الغريب في الأمر أن الإعلان لم يترافق مع عرض دعائي رسمي على قنوات Microsoft أو Gears of War على YouTube، ما يعكس أن هذه التحركات أصبحت تتم بهدوء ولكن بثقة، لتوسيع قاعدة المستخدمين بدلًا من التقيد بالإطار الحصري التقليدي.

فرصة مؤجلة

ومع استمرار Sony في تطوير الجيل التالي من أجهزتها، يزداد الضغط الجماهيري والتقني لدمج دعم أصلي لألعاب PS3 ضمن الميزات الأساسية، فبينما تعتبر خدمة PlayStation Plus وسيلة جيدة للوصول إلى المحتوى القديم، إلا أنها لا تقدم ما يطمح إليه اللاعبون المخضرمون: القدرة على تشغيل أقراصهم الأصلية أو محتواهم الرقمي المخزن من مكتبة PS3 مباشرة، دون الحاجة إلى اتصال دائم أو اشتراك شهري.

السؤال المطروح اليوم لم يعد هل تستطيع Sony فعل ذلك؟، بل أصبح لماذا لا تفعل ذلك رغم كل المؤشرات؟، خاصة أن كل من البنية التحتية التكنولوجية والشواهد القانونية تشير إلى إمكانية تحقيق التوافق الكامل مع الأجيال السابقة.

في النهاية، مع دخول PS5 عامه الخامس واستمرار الحديث عن إطلاق الجيل القادم، تبقى الآمال معلقة بأن تفاجئ Sony جمهورها بإعلان طال انتظاره: دعم كامل ومباشر لألعاب PS3، يعيد إحياء واحدة من أغنى مكتبات الألعاب في تاريخ الصناعة.