السعودية تفتح أجواءها وبحارها لستارلينك.. شراكة تكنولوجية تعزز الطموح الرقمي

في تحول استراتيجي لافت يعكس الرؤية السعودية الطموحة نحو المستقبل الرقمي، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "سبيس إكس" و"تسلا"، عن موافقة المملكة العربية السعودية على استخدام خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" في قطاعي الطيران والملاحة البحرية. 

وجاء هذا الإعلان خلال جلسة حوارية مميزة ضمن فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في العاصمة الرياض، والتي جمعت ماسك بوزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، المهندس عبدالله السواحه، في حدث عكس عمق التعاون التقني والاستراتيجي المتنامي بين البلدين.

رؤية تحوّلية

استهل الوزير السواحه حديثه بالتأكيد على أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تدخل مرحلة نوعية جديدة، تتجاوز العلاقات التقليدية القائمة على الطاقة، لتدخل عصرًا يقوده الابتكار والذكاء الاصطناعي. 

وأشار إلى أن المملكة، بقيادة سمو ولي العهد، تسعى إلى بناء اقتصاد معرفي يرتكز على التكنولوجيا المتقدمة، ما يحولها إلى مركز عالمي للابتكار الرقمي.

وأوضح الوزير أن البنية التحتية الرقمية المتطورة التي تبنيها المملكة، إضافة إلى تبنيها للتقنيات التحولية مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يضعها في طليعة الدول التي تخطط لتكون جزءًا محوريًا من الثورة الصناعية الرابعة. 

كما أشار إلى أن المملكة تركز على تعزيز سلاسل القيمة المرتبطة بالبيانات والخدمات السحابية، بما يجعلها بيئة جاذبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول.

ذكاء اصطناعي

من جانبه، أكد إيلون ماسك أن الروبوتات البشرية تمثل المستقبل، وأنها ستحدث ثورة حقيقية في مفاهيم الإنتاجية والاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن هذه التحولات قد تضاعف حجم الاقتصاد العالمي إلى عشرة أضعاف. 

وأضاف أن هذا التطور لن يكون مجرد تحسين اقتصادي، بل سيؤسس لنموذج جديد من الازدهار الإنساني، عبر مفهوم "الدخل المرتفع الشامل"، الذي يتجاوز فكرة الدخل الأساسي التقليدي، ويمنح الأفراد حياة أفضل من خلال الوفرة الاقتصادية المدعومة بالتقنيات.

كما تطرق ماسك إلى جهود شركته "xAI" في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تركز على الشفافية والتفسير، مؤكدًا أن تطوير تقنيات تُفهم وتفسّر وتُستخدم بمسؤولية سيكون جوهر بناء أنظمة مستقبلية موثوقة.

دعم ستارلينك

أحد أبرز النقاط التي أثارت اهتمام المشاركين، كان إعلان ماسك عن اعتماد المملكة لخدمة "ستارلينك" في الطيران والملاحة البحرية، وهو ما يشكّل دفعة قوية لتقنيات الاتصال الحديثة في بيئة تحتاج إلى حلول أكثر مرونة وسرعة. 

وأكد ماسك أن هذه الخطوة تؤكد التزام السعودية بتسريع تبني التكنولوجيا الفائقة وربطها بواقعها المتطور في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية.

وأشار ماسك أيضًا إلى آفاق التعاون في مشاريع التنقل الذكي، منها "الروبو تاكسي" – سيارات أجرة ذاتية القيادة – وتقنيات "The Boring Company" للحفر والنقل تحت الأرض، والتي يمكن أن تغير شكل المدن السعودية وتعزز من كفاءة التنقل فيها.

في ختام الجلسة، عبّر ماسك عن رؤيته المتفائلة لمستقبل التكنولوجيا في خدمة البشرية، داعيًا إلى الابتعاد عن الخوف من التقنيات الجديدة، والتركيز بدلًا من ذلك على تسخيرها لتحسين نوعية الحياة وتعزيز التعاون الدولي لصياغة أطر أخلاقية وتنظيمية واضحة.

وشدد السواحه على أن التعاون مع شخصيات وشركات عالمية مثل إيلون ماسك يكرّس مكانة المملكة كقائد إقليمي وعالمي في الابتكار، مؤكداً أن هذه الشراكات تعزز بناء اقتصاد رقمي أكثر عدالة واستدامة يخدم البشرية جمعاء.