آبل تعزّز دعمها لذوي الإعاقة بمزايا مبتكرة في تحديثات أنظمتها

أعلنت شركة آبل عن مجموعة واسعة من مزايا تسهيلات الاستخدام الجديدة، والتي ستُطرح لاحقًا هذا العام عبر كافة أجهزتها بما يشمل آيفون وآيباد وماك وساعة آبل الذكية ونظارة Apple Vision Pro. 

جاء هذا الإعلان قبل أيام قليلة من اليوم العالمي للتوعية بتسهيلات الاستخدام، في رسالة واضحة من آبل تؤكد فيها دورها الريادي في تطوير تقنيات شاملة تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة.

قارئ ذكي

من أبرز المزايا الجديدة التي كشفت عنها الشركة ميزة "قارئ تسهيلات الاستخدام" (Accessibility Reader)، التي ستصبح متاحة على أنظمة iOS 19 وiPadOS 19 وmacOS 16 وvisionOS 3، تهدف هذه الميزة إلى تسهيل تجربة القراءة للمستخدمين من ذوي ضعف البصر أو صعوبات القراءة مثل عسر القراءة (Dyslexia)، من خلال إمكانية تعديل نوع الخط، وحجم النص، وتباعد الأسطر، وألوان الخلفية والنصوص بما يتناسب مع احتياجات كل مستخدم. 

كما توفر هذه الميزة خيارات تفاعلية تساعد القارئ على التركيز على أجزاء معينة من المحتوى، مما يتيح له تجربة قراءة مريحة وأكثر تفاعلًا.

عدسة مكبرة

وفي تطور لافت، أصبح تطبيق المكبّر (Magnifier) متاحًا على أجهزة ماك، حيث يتيح استخدام كاميرا الجهاز أو توصيل كاميرات خارجية مثل كاميرا USB أو حتى كاميرا آيفون لرؤية العناصر القريبة بشكل أوضح، هذه الميزة موجهة بشكل خاص لمن يعانون من ضعف في الرؤية أو يرغبون في تكبير عناصر معينة ضمن بيئتهم المحيطة. 

إلى جانب ذلك، سيتم توفير ميزة "إشارات الحركة" على أجهزة ماك لأول مرة، وهي ميزة تساعد على تقليل الشعور بالغثيان أو الدوخة أثناء تحرك السيارة، ما يجعل تجربة استخدام الجهاز أكثر راحة أثناء التنقل.

نص مباشر

أما على مستوى الساعات الذكية، فقد قدّمت آبل ميزة "النصوص الحية" (Live Captions)، وهي ميزة ثورية تتيح عرض النصوص المكتوبة لما يُلتقط من صوت عبر مايكروفون آيفون على شاشة ساعة آبل مباشرةً. 

وتأتي هذه الميزة لخدمة المستخدمين من ذوي الإعاقات السمعية أو من يحتاجون لتتبع الحديث في بيئات صاخبة أو أثناء الاجتماعات.

إضافة إلى ذلك، أطلقت آبل ميزة تُدعى (Braille Access)، وهي تحول أجهزة آيفون وآيباد وماك ونظارة Vision Pro إلى أدوات ذكية لدعم لغة برايل، مما يسهل على فاقدي البصر تدوين الملاحظات وقراءة المحتوى بلغة برايل باستخدام أجهزة متوافقة.

صوت شخصي

وفي مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حسّنت آبل من ميزة الصوت الشخصي (Personal Voice)، التي تمكّن المستخدمين من إنشاء نسخة رقمية من صوتهم الحقيقي. 

وأصبح بالإمكان الآن تدريب النظام على الصوت بعد تسجيل 10 عبارات فقط، مما يُتيح إنتاج صوت واقعي في أقل من دقيقة، وتُعتبر هذه الميزة بالغة الأهمية لمرضى فقدان الصوت أو من يخضعون لعلاج قد يؤثر على حبالهم الصوتية.

من جانب آخر، حصل نظام CarPlay على تحسينات مهمة أبرزها دعم خيار "النص الكبير" لعرض المعلومات بشكل أوضح داخل السيارة، إلى جانب تحسينات في ميزة التعرف على الأصوات المحيطة مثل بكاء الطفل أو صوت سيارة الإسعاف، مما يعزز مستوى الأمان والتفاعل في أثناء القيادة.

تحسينات المتجر

وفي متجر التطبيقات، أضافت آبل ميزة "تسميات تسهيلات الاستخدام"، وهي أوصاف واضحة تُبرز المزايا التي تدعم تسهيلات الاستخدام داخل كل تطبيق أو لعبة، هذا التحديث يُسهّل على المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة اختيار التطبيقات التي تناسب احتياجاتهم وتمنحهم تجربة استخدام متكاملة.

من المتوقع أن يتم الكشف الكامل عن هذه المزايا ضمن الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المطورين السنوي WWDC 2025، والمقرر عقده يوم الاثنين 9 يونيو، وستكون هذه المزايا جزءًا أساسيًا من التحديثات الكبيرة التي ستصل إلى أنظمة تشغيل آبل في نسخها الجديدة.

وبهذا الإعلان، تُثبت آبل من جديد أن الابتكار لا يعني فقط تقديم أجهزة ذكية وأداء عالي، بل يشمل أيضًا المسؤولية الاجتماعية والتقنية تجاه جميع شرائح المستخدمين، خصوصًا من لديهم احتياجات خاصة. 

ويبدو أن مستقبل التكنولوجيا بات بالفعل أكثر شمولًا ووعيًا بضرورة أن تكون التجربة الرقمية متاحة للجميع دون استثناء.