جوجل تستبدل زر "محظوظ" بوضع الذكاء الاصطناعي

بدأت شركة جوجل خطوات فعلية للتخلي عن زر "I’m Feeling Lucky" الشهير الذي رافق محرك بحثها منذ عام 1998، واستبداله بخيار تفاعلي جديد يواكب توجهات الذكاء الاصطناعي. 

التغيير الجديد يأتي ضمن مرحلة اختبار محدودة في الولايات المتحدة، ويقتصر حاليًا على مجموعة من المستخدمين المشاركين في برنامج "المعامل التجريبية" الخاص بجوجل.

وقد أثار هذا التحوّل اهتمامًا واسعًا بين المستخدمين، لا سيما أن زر "I’m Feeling Lucky" كان جزءًا من هوية محرك البحث على مدى أكثر من عقدين، لكن جوجل ترى أن الوقت قد حان لتقديم تجربة جديدة ترتكز على الذكاء الاصطناعي بدلًا من التصفح التقليدي.

تاريخ طويل

عند ظهوره لأول مرة، كان زر "I’m Feeling Lucky" يوجّه المستخدم مباشرة إلى النتيجة الأولى في صفحة البحث، متجاوزًا عرض باقي النتائج،هذا الأسلوب كان يعبّر عن ثقة جوجل في خوارزميات التصنيف الخاصة بها. 

لاحقًا، وتحديدًا في عام 2012، تغيّر دور الزر ليتحوّل إلى نافذة دعائية لخدمات الشركة، فصار يعرض عبارات عشوائية مثل "I’m Feeling Curious" و"I’m Feeling Playful" عند تمرير المؤشر عليه.

لكن هذا الزر لم يعد يلقى نفس التفاعل من المستخدمين مع توسع خدمات جوجل وتغير طريقة استخدام محرك البحث،وبدلاً من مجرد إحالة سريعة لأعلى نتيجة، تسعى جوجل حاليًا إلى تقديم استجابة ذكية مخصصة لكل مستخدم بناءً على سؤاله وسياقه.

تجربة جديدة

وفقًا لموقع The Verge، بدأ عدد من المستخدمين بمشاركة لقطات شاشة على منصتي X وThreads تُظهر الزر الجديد تحت اسم "AI Mode"، عند الضغط عليه، ينفتح واجه تفاعلية مع روبوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يمكنه المساعدة في توجيه المستخدم للمعلومة المطلوبة بدلًا من مجرد عرض قائمة روابط.

وفي بعض التجارب، ظهر الزر الجديد إلى جانب رموز الصوت والصورة في شريط البحث، بينما في تجارب أخرى، حلّ مباشرة مكان زر "I’m Feeling Lucky". 

وذكرت المتحدثة باسم جوجل "آشلي طومسون" أن الشركة ما تزال تختبر تصاميم متعددة للزر، بينها نسخة تحتوي على إطار متحرك يبرز طبيعة الزر كخيار نشط ومتجدد.

وظائف مرنة

هذا التحول لا يقتصر على الشكل فقط، بل يمتد إلى المفهوم العام لاستخدام محرك البحث، فبدلاً من البحث النصي التقليدي، سيحصل المستخدم على نتائج مبنية على فهم سياقي واستنتاج ذكي، مما يجعل التجربة أسرع وأكثر دقة.

وتعتبر جوجل هذا التغيير مقدمة لمرحلة أوسع من دمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها اليومية، ومن المتوقع أن توسّع هذه الاختبارات خلال الأشهر القادمة لتشمل شرائح أكبر من المستخدمين حول العالم، خاصة بعد الانتهاء من جمع الملاحظات من الاختبار الأولي.

التغيير يحمل دلالة واضحة على رغبة جوجل في إعادة تعريف واجهة محرك البحث الأساسية، لتتحول من أداة استعلام إلى مساحة تفاعلية أكثر مرونة، تعتمد على الحوار بدلًا من النقر والتصفح.