عودة مؤجلة.. فورتنايت لا تزال غائبة عن نظام iOS رغم انتصار Epic القانوني

ما زال الغموض يكتنف مصير عودة لعبة فورتنايت الشهيرة إلى متجر تطبيقات آبل، رغم أن شركة Epic Games قد كسبت مؤخرًا معركة قانونية بارزة أمام القضاء الأمريكي، سمحت لها نظريًا بإعادة اللعبة إلى مستخدمي نظام iOS. 

وبعد أشهر من الجدل القانوني والدعوات المتبادلة بين الشركتين، بدا وكأن الأمور في طريقها للحل، غير أن واقع المتجر الرقمي لشركة آبل لا يعكس ذلك حتى الآن.

مراجعة مؤجلة

في تصريحات حديثة، عبّر الرئيس التنفيذي لشركة Epic، تيم سويني، عن استيائه من استمرار آبل في تأخير مراجعة لعبة فورتنايت، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد سبب منطقي أو قانوني" يبرر هذا التأخير المتعمد، خاصة بعد أن حصلت Epic على إذن رسمي باستخدام نظام دفع خارجي لا يخضع مباشرة لسيطرة آبل.

ووفقًا لسويني، فإن كل التطبيقات تمر بمراجعة دقيقة قبل أن تُنشر على متجر App Store، ولكن ما يحدث مع فورتنايت يُعد مثالًا على "التمييز الواضح" ضد منتج بعينه رغم اكتمال المتطلبات القانونية والفنية. 

وأضاف أن آبل "تسعى للتباطؤ في التنفيذ، رغم وضوح قرار المحكمة"، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول مدى التزام آبل بما أُقر قضائيًا.

نزاع طويل

يعود أصل الخلاف بين الشركتين إلى عام 2020، عندما قررت Epic تضمين نظام دفع داخلي خاص بها داخل تطبيق فورتنايت، ما أدى إلى خرق قواعد آبل الصارمة التي تمنع وجود أي نظم دفع تتجاوز نظامها الرسمي. 

وردًا على هذا الانتهاك، قامت آبل بإزالة فورتنايت من متجر التطبيقات، لتبدأ سلسلة من القضايا والطعون القانونية استمرت أكثر من ثلاث سنوات.

وفي أبريل 2025، أصدرت المحكمة الأمريكية حكمًا يمنح Epic الحق في إعادة تطبيقها إلى متجر آبل، مع السماح باستخدام أنظمة دفع بديلة، لكن آبل، ورغم قبولها تنفيذ القرار مبدئيًا، سارعت إلى استئناف الحكم وطلب وقف تنفيذه مؤقتًا، في خطوة اعتبرتها Epic محاولة جديدة لإطالة أمد النزاع.

أزمة ثقة

يرى مراقبون أن تأخر آبل في إعادة فورتنايت يعكس إصرارها على الدفاع عن سيادتها على متجر التطبيقات، حتى لو كلفها ذلك انتقادات متزايدة من المطورين والمستخدمين، فالسماح باستخدام أنظمة دفع خارجية يشكل تهديدًا مباشرًا لنموذج أعمالها القائم على العمولات المرتفعة التي تفرضها على المطورين، والتي تصل إلى 30% في بعض الحالات.

من جهة أخرى، تُعد فورتنايت واحدة من أشهر الألعاب الإلكترونية في العالم، وتملك قاعدة جماهيرية هائلة من مستخدمي أجهزة آبل الذين ينتظرون عودتها بفارغ الصبر. 

ويتوقع محللون أن تؤدي المماطلة المستمرة من آبل إلى إضعاف سمعتها كمُنصة صديقة للمطورين، خاصة في ظل توجهات الاتحاد الأوروبي نحو فرض قوانين تضمن المنافسة العادلة وحرية المستخدم في اختيار وسيلة الدفع.

حتى هذه اللحظة، لم تعلن آبل عن موعد رسمي لإعادة اللعبة إلى متجرها، كما لم تُفصح عن أسباب التأخير، الأمر الذي يُبقي الكرة في ملعب القضاء، ويُمهّد لمزيد من التصعيد بين الشركتين في حال استمرار التعنت.