نذير الخطر صرخة في وجه حماية المستهلك
انفجار صامت هاتف بلا أمان: كيف يتحوَّل الضمان الدولي لكارثة؟

انفجار صامت هاتف بلا أمان: كيف يتحوَّل الضمان الدولي لكارثة؟
حامد بدر
في ليلة هادئة في صيف بلبيس بمحافظة الشرقية، كادت تقع كارثة، لشاب اشترى منذ أيام هاتفًا جديدًا من أحد المحال المنتشرة في مدينة بلبيس بالشرقية، من نوع Realme 12 4G، الذي ذاع صيته مؤخرًا في السوق بفضل تصميمه الأنيق، كاميراته القوية، وشاشته الأموليد التي تأتي بمعدل تحديث 120 هيرتز.

الهاتف، وفقاً لما قرأه الشاب، بحسب فيديو انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، مزود بمعالج Snapdragon 685 بتكنولوجيا 6 نانومتر، وكاميرا خلفية بدقة 50 ميجا بكسل مدعمة بالمثبت البصري OIS، وبطارية ضخمة بسعة 5000 مللي أمبير تدعم الشحن السريع بقدرة 67 واط. بدا أنه صفقة رابحة، خصوصاً أن الجهاز يدعم مقاومة الماء والغبار بمعيار IP54، ويأتي مع نظام أندرويد 14 وواجهة Realme UI 5.0.
لكنه لم يتوقع أن "الهاتف الذكي" سيتحول في لحظة إلى قنبلة موقوتة.
الانفجار المفاجئ
كان الشاب يقود سيارته في أحد شوارع بلبيس، والهاتف موضوع بجواره يستمع فيه إلى بعض الأغاني وفجأة، ودون سابق إنذار، دوّى صوت انفجار حاد، تبعه دخان كثيف يتصاعد من الهاتف. توقف قلبه لثوانٍ من شدة الصدمة. لحسن الحظ، لم يُصب بأذى.
كان أول ما فعله هو العودة إلى بائع الهاتف، الذي نصحه بالتوجه إلى مركز صيانة معتمد تابع لريلمي. ذهب أحمد حاملاً الهاتف المشتعل وأملٌ ضئيل في إصلاح أو استبدال الجهاز، لكنه فوجئ بردّ صادم:
"الهاتف بضمان دولي، مش تابعنا."
الضمان الدولي.. الميزة التي انقلبت إلى كارثة
مثل كثيرين، كان الشاب يظن أن "الضمان الدولي" ميزة، بل دلالة على جودة المنتج. لكن الواقع كشف له وجهًا آخر:
لا تغطية للأضرار المفاجئة، حتى تلك التي لا علاقة للمستخدم بها.
عدم توفر مركز صيانة معتمد في بلبيس أو حتى في نطاق محافظة الشرقية.
تأخير متوقع في الإصلاح أو التعويض، بسبب ضرورة التواصل مع الشركة الأم أو وكلاء دوليين.
رفض إصلاح الجهاز لأنه "متضرر بشكل غير مبرر" حسب تعبيرهم، ما اعتبروه سببًا لإسقاط الضمان.
وهكذا، وجد الشاب نفسه بلا هاتف، وبلا تعويض، وبلا حماية قانونية فعلية رغم أنه لم يعبث بالجهاز أو يستخدمه بشكل خاطئ.
هل هذه نهاية القصة؟ أم مجرد بداية لواقع يجب أن ننتبه له؟
ما حدث مع الشاب يطرح أسئلة لا بد من الإجابة عليها:
هل نتحقق من نوع الضمان قبل الشراء؟
هل نسأل عن وجود مركز خدمة معتمد قريب؟
وهل الضمان الدولي فعلاً ميزة كما يُسوَّق له، أم أنه عبء خفي على المستهلك في حالات الطوارئ؟
في سوق الهواتف المليء بالإعلانات والمزايا الظاهرة، هناك حاجة ملحّة لأن نكون مستهلكين واعين. فالهاتف قد يحمل كاميرا بدقة 50 ميجا بكسل وشحن فائق السرعة، لكنه بدون دعم حقيقي عند الأزمات، يصبح مجرد عبوة قابلة للانفجار، ما يستدعى أن يتدخل جهاز حماية المستهلك بشكل سريع وفوري، لكي لا تتحول أدوات الاتصال إلى كوارث محتملة تسير بيننا تفقدنا الأمان.
ختامًا، قد لا تكون مشكلة الشاب هي الأولى، لكنها جرس إنذار:
الضمان المحلي خيرٌ من الدولي، إن لم يكن هناك من يُحاسب أو يُصلح أو يُعوض.
ولعل هذه القصة تدفعنا، نحن جميعًا، إلى أن نشتري بعقولنا لا بعيننا، فالتصميم الأنيق لا يطفئ النيران، و"الضمان على الورق" لا يُنقذ الأرواح.
أخبار ذات صلة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً