الإثنين، 16 يونيو 2025

03:17 ص

tru

آبل تعيد بناء سيري من الصفر بخطة سرية لمواجهة إخفاق الذكاء الاصطناعي

آبل

آبل

ياسين عبد العزيز

A A

في خطوة داخلية وُصفت بالسرية، بدأت شركة آبل العمل على إعادة بناء مساعدها الرقمي “سيري” من جديد، بعد سلسلة من الإخفاقات التقنية والتأخّر الملحوظ في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مقارنة بمنافسيها. 

ووفقًا لتقرير موسّع نشرته وكالة "بلومبرغ"، فإن آبل تسعى حاليًا إلى تصحيح المسار من خلال نسخة محسّنة بالكامل من سيري تعتمد على النماذج اللغوية الكبيرة (LLM)، وتحمل داخليًا اسم "سيري LLM".

وبينما تواجه آبل انتقادات متصاعدة بسبب فشلها في اللحاق بركب شركات مثل مايكروسوفت وجوجل في سباق الذكاء الاصطناعي، يبدو أن خطتها الجديدة لإعادة إحياء سيري تهدف إلى سد الفجوة سريعًا، خاصة بعد أن تبين أن مشروع “Apple Intelligence” الذي أُعلن عنه في العام الماضي لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات، بل شابه الكثير من العقبات والتردد الإداري.

تردد داخلي

أحد أبرز التحديات التي أوردها التقرير يتمثّل في تردد كريغ فيدريجي، رئيس قسم البرمجيات في آبل، في تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي مبكرًا. 

ووفقًا لمصادر داخلية، فقد كانت بداية آبل الفعلية في التفكير الجاد بالمجال بعد إطلاق ChatGPT أواخر عام 2022، ما تركها خلف منافسيها بخطوات كبيرة.

كما سلط التقرير الضوء على موقف جون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في الشركة، الذي التحق بآبل من جوجل عام 2018، فقد كان جياناندريا من الرافضين لفكرة المساعدات الصوتية القائمة على الذكاء التوليدي، وأبلغ موظفيه أن المستخدمين ليسوا بحاجة إلى مساعد يشبه ChatGPT. 

وعندما حاول فريقه إدماج الذكاء التوليدي في النسخة القديمة من سيري، واجهوا نتائج غير مرضية، بل ظهرت مشاكل جديدة مع كل محاولة تطوير، مما زاد من الإحباط داخل الفرق التقنية.

آبل

تحول جذري

ورغم أن جياناندريا كان أحد أعمدة المشروع، إلا أن التقرير أشار إلى استبعاده مؤخرًا من الإشراف على مشاريع سيري والروبوتات، مع تداول داخلي عن نية الشركة "إحالته بهدوء إلى التقاعد"، وسط قلق من أن يؤدي ذلك إلى انسحاب الفريق الذي جاء معه إلى آبل.

حالياً، تعتمد آبل على فريقها البحثي في مدينة زيورخ السويسرية لتطوير نسخة جديدة كليًا من سيري، تستند إلى نماذج لغوية ضخمة، بهدف خلق مساعد رقمي أكثر ذكاءً، قادر على فهم السياق، وإجراء محادثات طبيعية، وتحليل المعلومات بشكل أعمق.

وفي إطار تركيز آبل التقليدي على الخصوصية، تعمل الشركة على تطوير آليات تُتيح لسيري الوصول إلى بيانات المستخدم محليًا على أجهزة آيفون، مثل رسائل البريد الإلكتروني، دون الحاجة إلى إرسال تلك البيانات إلى خوادم خارجية، ما يعزز ثقة المستخدمين في الأداة الجديدة.

تعاونات مرتقبة

واحدة من أبرز القفزات المنتظرة هي إمكانية السماح لسيري الجديد بتصفح الإنترنت وجمع معلومات من مصادر مختلفة، وهو توجه يُقربه من أدوات بحث ذكية مثل Perplexity AI. 

وتشير التسريبات إلى أن آبل تدرس بالفعل إمكانية التعاون مع Perplexity لدمج تقنياتها داخل متصفح سفاري، ما قد يشكل نقلة نوعية في استخدام سيري كمساعد بحثي فعّال.

تجدر الإشارة إلى أن آبل كانت قد روّجت بقوة في السابق لما وصفته بقدراتها “الثورية” في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال مشروع “Apple Intelligence”، إلا أنها اضطرت لاحقًا إلى تأجيل إطلاق العديد من تلك الميزات، في ظل انتقادات لعدم نضوج تقنياتها مقارنة باللاعبين الكبار في السوق.

ويبدو أن إعادة بناء سيري ليست فقط محاولة لإنقاذ المنتج بحد ذاته، بل هي جزء من خطة أوسع لإعادة موضعة آبل كمنافس حقيقي في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، بعد أن بقيت متفرجة على التطورات المتسارعة في هذا القطاع خلال الأعوام الأخيرة.

search

أكثر الكلمات انتشاراً