جهاز غامض من OpenAI يفتح آفاقًا جديدة بعيدة عن الشاشات

تستعد شركة OpenAI لإحداث تغيير في سوق الأجهزة الذكية من خلال مشروعها الأول الذي تطوره بالشراكة مع المصمم السابق في آبل، جوني آيف، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن تفاصيل أولية تشير إلى أن الجهاز الجديد لن يكون هاتفًا ولا نظارة ذكية، بل قد يخلو من الشاشة تمامًا، مما يعكس توجهًا هندسيًا مختلفًا يعتمد على الاندماج البيئي لا على التفاعل البصري.

هذا المشروع يأتي عقب استحواذ OpenAI على شركة io التي أسسها آيف، بقيمة وصلت إلى 6.5 مليارات دولار. 

وأبلغ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، موظفيه بأن الشركة أمامها الآن فرصة لبناء أهم مشروع في تاريخها.

جهاز شخصي

الجهاز الجديد يوصف بأنه "واعٍ بالمحيط"، و"يتفهم سلوك المستخدم"، وسيكون تصميمه بسيطًا ومناسبًا للجيب أو المكتب. 

آيف وألتمان لا يريدان تقديم مجرد نسخة أخرى من الأجهزة الحالية، بل يتطلعون لتقديم بديل حقيقي عن اعتماد البشر على الشاشات.

وقال التقرير إن هذا التوجه يهدف إلى "فطام المستخدمين عن الشاشات"، وهي خطوة تحمل معها رهانًا كبيرًا، خاصة مع تجارب سابقة لم تنجح في إقناع السوق، مثل جهاز Ai Pin من شركة Humane، الذي توقف نهائيًا في بداية عام 2025 بسبب ضعف الإقبال.

مفاوضات إنتاج

بدأ فريق آيف منذ أربعة أشهر التفاوض مع شركات التصنيع لتأمين سلسلة إنتاج قادرة على تلبية التوقعات المرتفعة. 

التعاون بين io وOpenAI بدأ قبل أكثر من عام ونصف بهدف تصميم جهاز ذكي يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن تطور التعاون بسرعة إلى قرار بالاستحواذ الكامل على الشركة.

الجهاز سيطرح في الأسواق بنهاية عام 2026، وتخطط OpenAI إلى شحن 100 مليون وحدة بأسرع وتيرة في تاريخ صناعة الأجهزة الذكية، هذا الرقم يضع الجهاز المرتقب في منافسة مباشرة مع كبرى الشركات في السوق، رغم أن الجهاز ينتمي إلى فئة جديدة تمامًا لم يسبق طرحها.

مستقبل غامض

لم تكشف الشركة عن اسم الجهاز أو شكله أو أي تفاصيل تتعلق بآلية استخدامه. الغموض متعمد لتجنب التقليد من المنافسين، ولكن من الواضح أن الجهاز سيقدم بديلاً تكنولوجيًا جديدًا، ليس فقط من حيث الشكل والمكونات، بل من حيث علاقة المستخدم بالتقنية.

ويبقى السؤال الأهم: هل سينجح هذا الجهاز في تغيير سلوك المستخدمين؟ السوق فشل سابقًا في تقبّل أجهزة لا تحتوي على شاشة، لكن الدعم المالي والتقني الكبير من OpenAI، إلى جانب خبرة آيف في تصميم أجهزة ناجحة عالميًا، يضع المشروع في موقع فريد.

إذا نجح هذا المنتج، فقد يشكل البداية لجيل جديد من الأجهزة الشخصية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، دون الحاجة إلى التفاعل عبر شاشة أو واجهة رسومية.