روبلوكس تُعيد تعريف حماية الأطفال بتقنية تحكم أبوية متقدمة

في ظل تزايد القلق العالمي حول سلامة الأطفال على الإنترنت، عادت منصة الألعاب الشهيرة روبلوكس بخطوة ثورية تهدف إلى تعزيز الرقابة الأبوية على تجارب اللعب الرقمية لأطفالهم. 

وأعلنت المنصة عن إطلاق تقنية جديدة تمنح الآباء سلطة أكبر للتحكم في الألعاب التي يلعبها أطفالهم والأصدقاء المتصلين بهم، ضمن استراتيجية مستمرة لتحسين بيئة اللعب وحمايتها من المحتوى غير المناسب، هذا التحديث يُعد نقلة نوعية في عالم الألعاب الرقمية، خصوصًا للأطفال دون سن 13 عامًا، حيث يُمكن للآباء أن يصبحوا مشرفين فعالين على عالم أطفالهم الافتراضي.

تحكم دقيق

تقدم روبلوكس من خلال التقنية الجديدة باقة أدوات رقابية متقدمة تُتيح للأهل إمكانية مراقبة شاملة لتجربة أطفالهم على المنصة. 

يمكن للآباء حظر الألعاب التي يرونها غير ملائمة حسب الفئة العمرية أو المضمون، ما يمنحهم تحكمًا كاملاً في ما يصل إليه أطفالهم من محتوى. 

إضافة إلى ذلك، يستطيعون الإشراف على قائمة الأصدقاء، مع القدرة على حظر أو الإبلاغ عن المستخدمين الذين يظهرون سلوكًا مريبًا أو غير مناسب، ما يعزز من مستوى الأمان والخصوصية بشكل كبير.

كما تتيح التقنية الجديدة للآباء الاطلاع على تقارير مفصلة حول الوقت الذي يقضيه أطفالهم داخل الألعاب المختلفة، مما يساعدهم في مراقبة الوقت المخصص للعب والتأكد من توازن الأنشطة الرقمية مع باقي الجوانب الحياتية للأطفال، هذه الميزة تعكس تحركًا واضحًا نحو تعزيز وعي الأهالي حول نمط استخدام أطفالهم للمنصة.

استهداف الفئة الصغرى

تُركز أدوات الرقابة الجديدة بشكل أساسي على المستخدمين تحت سن 13 عامًا، حيث تتطلب المنصة تفعيل أدوات الرقابة الأبوية على حسابات هؤلاء المستخدمين، ضمانًا لتوفير بيئة أكثر أمانًا ومناسبة للعمر. 

وتسعى روبلوكس من خلال هذا الإجراء إلى خلق توازن بين الأمان والمرح، بحيث يتمتع الأطفال بتجربة لعب مسلية وفي الوقت ذاته محمية من أي مخاطر أو محتوى ضار.

مواجهة التحديات

جاءت هذه الخطوة ردًا على انتقادات سابقة طالت روبلوكس بشأن تعرض بعض المستخدمين الصغار لمحتوى غير لائق، ما دفع الشركة إلى تبني إجراءات أكثر صرامة لحماية مستخدميها. 

وفي تصريحات للرئيس التنفيذي ديف بازوكي، تم التأكيد على أهمية دور الأهل في اتخاذ قرارات واعية حول استخدام أطفالهم للمنصة، مع ضرورة تعزيز أدوات الرقابة لضمان بيئة لعب آمنة.

أكد مات كوفمان، كبير مسؤولي السلامة في روبلوكس، أن الميزات الجديدة تعكس التزام الشركة بتوفير تجربة لعب آمنة وممتعة، كما أشار إلى أن ملايين المستخدمين يستفيدون من هذه البيئة المحصنة التي تعزز السلامة الرقمية للأطفال.

التحديات المستقبلية

على الرغم من الترحيب بهذه الخطوة، أشارت هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية “أوفكوم” إلى أن هناك حاجة مستمرة لبذل المزيد من الجهود من قبل شركات التكنولوجيا لحماية الأطفال على الإنترنت بشكل شامل.