الأحد، 15 يونيو 2025

10:37 م

tru

معالج Xring O1 من شاومي يغير قواعد الأداء والكفاءة

معالج Xring O1

معالج Xring O1

ياسين عبد العزيز

A A

أطلقت شركة شاومي معالجها الجديد Xring O1، في خطوة تعكس طموحها المتزايد نحو الاستقلال التقني والتصميم الداخلي للشرائح. 

المعالج الذي ظهر لأول مرة في هاتف Xiaomi 15S Pro وجهاز Xiaomi Pad 7 Ultra يمثل نقطة تحول بارزة في استراتيجية شاومي، حيث لم تعد تكتفي باستخدام معالجات جاهزة، بل باتت تقدم مكونات مخصصة تحمل بصمتها الخاصة، حتى وإن اعتمدت جزئيًا على تصميمات ARM القياسية.

تصميم مخصص

بُنيت شريحة Xring O1 باستخدام تقنية التصنيع N3E من شركة TSMC، وهي ذاتها المستخدمة في معالج Dimensity 9400 من MediaTek. 

وعلى الرغم من تشابه بعض البنى الأساسية، فإن شاومي قدمت تعديلات جوهرية جعلت من Xring O1 معالجًا فريدًا في أدائه. 

من أبرز هذه التعديلات اعتماد نواتين من نوع Cortex-X925 بدلًا من نواة واحدة، وهو خيار يمنح الشريحة دفعة أداء كبيرة، إلى جانب مجموعتين من أنوية Cortex-A725: أربع نوى عالية الأداء بسرعة 3.4 جيجاهرتز، ونواتين محسنتين للكفاءة بسرعة 1.9 جيجاهرتز. 

أضف إلى ذلك نواتين من نوع A520، لتكتمل منظومة مكونة من عشر نوى قادرة على التبديل بسلاسة بين القوة والتوفير في الطاقة.

كفاءة الطاقة

ما يميز شريحة Xring O1 بحق هو إدارتها الذكية للطاقة، حيث كشفت صورة القالب أن النواتين المحسنتين للكفاءة أكبر حجمًا من نظيراتها، ما يعكس تخصيصًا وظيفيًا يتيح توازنًا دقيقًا بين الأداء واستهلاك الطاقة، بل إن كفاءة هذه النوى عالية لدرجة أنها قد تُغني في بعض الحالات عن الحاجة لاستخدام أنوية A520، مما يقلل من استهلاك الطاقة ويحسن من عمر البطارية، خصوصًا في الاستخدامات اليومية والتطبيقات الخفيفة.

معالج Xring O1

ذاكرة محسنة

اتبعت شاومي نهجًا غير تقليدي في إدارة الذاكرة داخل المعالج، إذ استغنت عن ذاكرة التخزين المؤقت على مستوى النظام (SLC)، وفضلت توزيع الذاكرة بين وحدات المعالجة المختلفة، حيث حصلت الأنوية العشر على 16 ميجابايت من L3 المشتركة، بالإضافة إلى ذاكرة L2 منفصلة لكل نوع: 2 ميجابايت لكل نواة X925 و1 ميجابايت لكل نواة A725، مع 4 ميجابايت لذاكرة GPU و10 ميجابايت لوحدة المعالجة العصبية NPU، وهي أرقام تعكس اهتمامًا واضحًا بتحقيق أداء مرن وموزع.

مكونات مخصصة

تأتي وحدة NPU في Xring O1 بتصميم سداسي النواة خاص بشاومي، لا يستند إلى تقنيات ARM، وتحتل مساحة تقارب مساحة المعالج المركزي، ما يدل على استثمار كبير في قدرات الذكاء الاصطناعي. 

كما أن وحدة معالجة الصور ISP المدمجة في المعالج كانت تُستخدم سابقًا كشريحة منفصلة في هواتف شاومي الرائدة، ودمجها في الشريحة الرئيسية يعزز كفاءة الصور والفيديو ويقلل من استهلاك الطاقة والتأخير.

تحديات الأداء

رغم الأداء العالي للمعالج المركزي، فإن وحدة الرسوميات Immortalis-G925 ذات الست عشرة نواة، ورغم تفوقها في العديد من الاختبارات، عانت من تراجع بسيط في كفاءة الطاقة نتيجة غياب ذاكرة SLC. 

ومع ذلك، فإن الحاجة المحدودة لتشغيلها بأقصى طاقتها في معظم الألعاب الفعلية خففت من تأثير هذا النقص. 

أما استخدام مودم خارجي من نوع MediaTek T800، فقد أدى إلى تأثير سلبي نسبي على كفاءة الطاقة في وضع الاستعداد، ما يؤثر بشكل مباشر على عمر البطارية، كما حدث سابقًا مع شركة أبل قبل أن تطور مودمها المدمج.

مع ذلك، يبدو أن شاومي تستعد لتكرار تجربة أبل من خلال تطوير مودم داخلي خاص بها، إذ سبق وأن أطلقت مودم 4G ضمن شريحة Xring T1 في ساعتها الذكية Xiaomi Watch S4، والخطوة التالية ستكون في تصميم مودم 5G مدمج، وهو تحدٍ كبير لكنه يمثل ضرورة استراتيجية لتعزيز التكامل بين العتاد والبرمجيات.

بإجمال، أثبتت شريحة Xring O1 أن شاومي باتت لاعبًا تقنيًا حقيقيًا في عالم تصميم المعالجات، تصميم الأنوية المخصص، الإدارة المتقدمة للطاقة، وتطوير وحدات داخلية للذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور، كلها مؤشرات على دخول الشركة مرحلة جديدة من الابتكار والتكامل. 

وبينما لا تزال هناك تحديات في كفاءة الرسوميات والمودم، فإن الأساس الموضوع في Xring O1 يبشر بمستقبل واعد لشاومي في سوق المعالجات العالمي.

search

أكثر الكلمات انتشاراً