كاميرا جديدة ومسار مختلف.. هل تنجح سامسونج في إعادة تعريف سلسلة Galaxy S26؟

تستعد شركة سامسونج الكورية العملاقة لإطلاق الجيل الجديد من هواتفها الرائدة تحت اسم Galaxy S26 خلال عام 2026، وذلك في ظل ترقب عالمي لما ستقدمه السلسلة من تغييرات، لاسيما على صعيد تقنيات التصوير التي تشكل أحد أهم أعمدة المنافسة بين كبار الشركات المصنعة للهواتف الذكية. 

وتشير أحدث التسريبات إلى أن سامسونج تخطط لاعتماد مستشعر تصوير رئيسي جديد بدقة 50 ميجابكسل من سلسلة ISOCELL GN، وهو أول تحديث جوهري منذ ثلاث سنوات، ما يُنذر بإمكانية حدوث تحول كبير في قدرات الكاميرا الأساسية.

مستشعر جديد

وفقًا للمعلومات المسربة، سيحصل الإصدار الأساسي من Galaxy S26—not فقط الإصدارات الأعلى مثل Ultra أو Edge—على مستشعر جديد من فئة ISOCELL GN. 

ويهدف هذا التغيير إلى تحسين جودة الصور في ظروف الإضاءة المختلفة، خاصة في البيئات منخفضة الإضاءة، بفضل بكسلات أكبر حجماً وتقنيات متقدمة في دمج البيكسلات. 

ومع ذلك، وبنظرة فاحصة على تاريخ هذه السلسلة من المستشعرات، لا تبدو التحسينات السابقة ذات طفرات ضخمة من حيث الحجم الفعلي أو أداء المعالجة.

فعلى سبيل المثال، كانت النسخة GN1 بحجم 1/1.31 إنش، بينما جاءت GN2 أكبر قليلاً، في حين أن GN3 وGN5 تراجعتا إلى حجم 1/1.57 إنش، ثم جاء GNJ مؤخراً بحجم أصغر قليلًا من GN1، هذا التفاوت يدفع الخبراء إلى التحفظ بشأن التفاؤل الكبير، مؤكدين أن الحكم الحقيقي على أداء المستشعر الجديد يجب أن ينتظر التجربة الفعلية بعد الإطلاق.

تطوير التقريب

في الوقت ذاته، هناك مؤشرات قوية على أن سامسونج تجهز لنقلة في نظام العدسة المقربة (التليفوتو) ضمن سلسلة S26. 

وتفيد التسريبات أن هناك احتمالين قيد التطوير: الأول يتضمن دمج عدستين للتقريب البصري بقدرتي 3.5x و8x، ما يمنح المستخدم مرونة أكبر في التقاط صور من مسافات متفاوتة بجودة عالية. 

أما الخيار الثاني، فهو العدسة الفائقة بدقة 200 ميجابكسل، التي ستعتمد على القص الرقمي لتقديم تقريب بجودة فريدة دون فقدان التفاصيل، وهو ما سبق أن رأيناه جزئيًا في هواتف Galaxy S24 Ultra.

ويُرجّح أن يُخصص هذا النظام المتطور لطراز Galaxy S26 Edge، خاصة بعد تداول معلومات عن احتمال استبعاد إصدار “Plus”، ما يعزز من فرص الاعتماد على نسخة Edge كمنافس مباشر في فئة الأجهزة المتقدمة ذات الكاميرات القوية.

تحسينات الأداء

من المتوقع أن تعمل سلسلة Galaxy S26 بمعالجات الجيل الجديد: Exynos 2600 في بعض الأسواق، وSnapdragon 8 Elite 2 في أسواق أخرى، حسب سياسة التوزيع الجغرافي المعروفة لدى سامسونج. 

كما سيأتي الهاتف مزودًا بواجهة One UI 8 المبنية على Android 16، مع تحسينات طفيفة لكنها فعّالة في الأداء وسلاسة الاستخدام، هذه التحسينات المتوقعة توحي بأن سامسونج لا تنوي تقديم قفزة نوعية مفاجئة، بل ستواصل نهجها في التطوير التدريجي المتوازن.

المنافسة الصينية

وبينما تستعد سامسونج لإطلاق Galaxy S26، فإن المنافسة من الجانب الصيني تبدو أكثر ضراوة من أي وقت مضى، فشركات مثل Xiaomi وvivo وHonor باتت تقدم أجهزة بكاميرات متقدمة تكنولوجيا، وبأسعار مغرية للمستهلكين، فحتى وإن جاء Galaxy S26 بتحسينات على صعيد المستشعر والتقريب، إلا أن التفوق الحقيقي لا يزال يتطلب تطورات جوهرية في تقنيات التصوير الليلي، ونطاق الديناميكيات العالي، وسرعة التركيز البؤري، وهي المجالات التي برعت فيها الشركات الصينية مؤخرًا.

في النهاية، يبدو أن سامسونج تسعى إلى موازنة الأمور بين التجديد والمحافظة على استقرار الهوية التقنية للسلسلة، معتمدة على سمعتها وخبرتها الطويلة، لكن الحكم النهائي سيبقى معلقًا إلى حين الإطلاق الرسمي وتجربة الجهاز عمليًا.