آبل تعيد ابتكار تطبيق "الاختصارات" بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة في iOS 26

تستعد شركة آبل لإطلاق تحديث شامل لتطبيق Shortcuts ضمن نظامي iOS 26 وiPadOS 26، حيث سيُعاد تصميم التطبيق جذريًا ليدمج مزايا متقدمة ضمن ما تطلق عليه الشركة اسم Apple Intelligence، وهي حزمة أدوات تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي محلية تُشغل مباشرة على الجهاز.

وبحسب تقرير نشره الصحفي التقني الموثوق مارك غورمان من وكالة بلومبيرغ، فإن هذا التحديث سيكون أحد أبرز الإعلانات المنتظرة خلال مؤتمر آبل السنوي للمطورين WWDC 2025، والذي يُعقد في 9 يونيو الجاري بمقر الشركة في Apple Park بولاية كاليفورنيا. 

ورغم أن المزايا الجديدة سيتم استعراضها خلال الحدث، إلا أن الإصدار الفعلي لعامة المستخدمين قد لا يتم قبل مطلع عام 2026.

أوامر طبيعية

التحديث الجديد لتطبيق الاختصارات لن يكون مجرد تحسين بصري، بل يمثل تحوّلًا جذريًا في كيفية تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم، إذ سيُتاح إنشاء اختصارات مخصصة باستخدام الأوامر النصية بلغة طبيعية، دون الحاجة إلى معرفة تفصيلية بآلية التطبيق. 

على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يكتب "شغل قائمة موسيقى المساء وخفف الإضاءة" ليقوم الهاتف تلقائيًا بتنفيذ الأمر من خلال فهم السياق، بفضل دمج التطبيق مع نماذج الذكاء الاصطناعي من آبل.

هذا التوجه سيسمح بإضفاء طابع شخصي أعمق على تجربة المستخدم، وسيوفر مرونة غير مسبوقة في تخصيص التفاعلات مع الأجهزة، سواء على iPhone أو iPad أو حتى Mac.

دعم المطورين

وإلى جانب التحسينات الموجهة للمستخدمين، تخطط آبل لإتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية الخاصة بها - التي تضم قرابة 3 مليارات معامل - لمطوري التطبيقات.

 الخطوة التي تُعد الأولى من نوعها في تاريخ الشركة، ستفتح المجال أمام الطرف الثالث لاستخدام تقنيات Apple Intelligence على أجهزتهم، مما يُمهد الطريق أمام تطوير تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي المحلي (On-device AI) لتأدية مهام معقدة مثل التلخيص الذكي للنصوص، وتحليل البيانات، والمزيد، دون الحاجة إلى اتصال دائم بالسحابة.

وتُعد هذه النقلة نوعية في استراتيجية آبل، التي تركز دائمًا على حماية الخصوصية، إذ إن معالجة البيانات وتوليد الاستجابات سيتم داخل الجهاز نفسه، ما يقلل احتمالات تسريب البيانات أو إساءة استخدامها.

تطورات شاملة

لكن Shortcuts ليس التطبيق الوحيد الذي سيحصل على دفعة ذكاء اصطناعي، فشركة آبل تخطط لجملة تحديثات تشمل خدماتها الأساسية. 

أبرز هذه التحديثات:

تحسين شامل للمساعد الصوتي Siri عبر دمجه بنماذج لغوية ضخمة (LLMs)، ما سيجعل تفاعله مع المستخدمين أكثر سلاسة وطبيعية، مشابهًا لما توفره ميزة Voice Mode في ChatGPT.

تطوير خدمة طبية ذكية داخلية تُعرف باسم "Mulberry"، قد تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية ومساعدة المستخدمين في اتخاذ قرارات وقائية.

إعادة تصميم تطبيق الصحة (Health) ليشمل مزايا تنبؤية ومراقبة ذكية لمؤشرات الجسم.

إطلاق روبوت دردشة تنافسي، قد يكون بمثابة رد مباشر على أدوات مثل ChatGPT، ووفقًا للتقارير، سيكون قادرًا على جلب معلومات من الإنترنت مباشرة.

كل هذه التحديثات تندرج ضمن استراتيجية آبل الكبرى في الذكاء الاصطناعي، والتي تركز على تقديم تجارب ذكية وآمنة، تُشغّل محليًا دون الاعتماد المفرط على السحابة، وهو نهج يميّز آبل عن منافسين آخرين في هذا المجال.

ومع اقتراب موعد مؤتمر المطورين WWDC 2025، تُثار التوقعات حول كيفية تقديم آبل لهذه الابتكارات، وإلى أي مدى ستغير من طريقة تعامل المستخدمين مع أجهزتهم اليومية. 

لا شك أن التركيز الحالي على الذكاء الاصطناعي سيدفع منتجات آبل إلى مرحلة جديدة من التكامل والمرونة الذكية، وربما يضعها في موقع الصدارة مرة أخرى أمام عمالقة التكنولوجيا الآخرين.