ثغرة في بصمة الإصبع بالهواتف تفضح خصوصية المستخدمين وتفتح الطريق للاختراق

بدأت المخاوف تتزايد بين المستخدمين بعد أن كشفت دراسة تقنية حديثة عن طريقة تتيح للمخترقين فتح الهواتف الذكية باستخدام نسخ مزيفة من بصمات الأصابع. 

الدراسة، التي جاءت نتيجة تعاون بين باحثين من جامعتي نيويورك وميشيغان، أظهرت أن مستشعرات البصمة التي تعتمد عليها معظم الهواتف لا تتمتع بالمناعة الكاملة أمام هذه التقنية.

الفريق البحثي تمكّن من تكرار بصمات حقيقية باستخدام مواد متاحة في الأسواق، مثل السيليكون والطابعات ثلاثية الأبعاد، ليصنعوا نسخًا مقلدة تطابق التفاصيل الدقيقة لبصمة الإصبع، هذه النسخ كانت كافية لخداع أنظمة الأمان البيومترية في عدد كبير من الأجهزة، وهو ما جعل عملية الاختراق ممكنة دون أي إشعار.

ما يثير القلق أن هذا النوع من الهجمات لا يحتاج أدوات معقدة، بل يكفي أن يترك المستخدم بصمته على شاشة الهاتف أو سطح زجاجي قريب، ليتسلل منها المخترق إلى ما بداخل الهاتف من صور وملفات ومحادثات.

نسبة الاختراق

الدراسة أظهرت أن أكثر من 80% من الهواتف الذكية المتوفرة حاليًا يمكن تجاوز قفلها بهذه الطريقة، وهو ما يعني أن ملايين المستخدمين حول العالم عرضة للاختراق في أي لحظة، الاعتماد الكامل على بصمة الإصبع كوسيلة وحيدة للأمان بات يمثل مخاطرة حقيقية.

الباحثون أوضحوا أن الكثير من الهواتف الرائدة لا تزال تفتقر إلى أنظمة تحقق متعددة الطبقات، ما يجعلها عرضة للخداع في حالة وجود بصمة مزيفة معدّة بدقة، هذا الضعف في أنظمة الحماية البيومترية قد يؤدي إلى خسارة بيانات شخصية أو اختراق الحسابات البنكية والتطبيقات الحساسة.

الحالات التي تمت تجربتها شملت أجهزة من علامات تجارية شهيرة، مما يثبت أن التهديد لا يقتصر على هواتف من فئة معينة أو شركات بعينها، بل يمتد إلى نطاق واسع جدًا من المستخدمين.

حماية المستخدم

لتقليل خطر هذه الهجمات، ينصح الخبراء بعدة خطوات ضرورية يمكن أن تحد من فرص نجاح المخترقين، أبرزها:

تفعيل ميزة المصادقة الثنائية لجميع الحسابات والتطبيقات

استخدام كلمات مرور معقدة تتضمن رموزًا وأرقامًا وحروفًا متنوعة

تجنب الاعتماد على بصمة الإصبع كخيار وحيد لقفل الهاتف

تنظيف شاشة الهاتف وأسطحه بانتظام لإزالة آثار البصمات

تحديث نظام التشغيل وتطبيقات الأمان فور توفر التحديثات

استخدام أغطية حماية تمنع تسجيل البصمات من الشاشة

كما يُنصح المستخدمون بعدم ترك هواتفهم في أماكن عامة دون رقابة، وعدم السماح للغرباء بلمس أجهزتهم، خاصة في بيئات عمل مزدحمة أو وسائل نقل عامة.

الواقع الجديد يشير إلى أن التطور التكنولوجي لا يعني بالضرورة الأمان الكامل، ومع زيادة الاعتماد على وسائل الحماية البيومترية، أصبحت الحاجة ماسة إلى إعادة التفكير في كيفية حماية بياناتنا الرقمية.