واتساب يطرح ميزة جديدة لتحسين إرسال الصور والفيديوهات بجودة عالية

أعلنت شركة ميتا المالكة لتطبيق واتساب عن طرح ميزة جديدة تتيح إرسال الصور والفيديوهات بجودة عالية، وهي خاصية انتظرها المستخدمون طويلاً، خصوصًا في ظل الاعتماد الواسع على التطبيق في تبادل الوسائط يوميًا. 

وتأتي هذه الخطوة لتسد فجوة كبيرة في تجربة مشاركة الملفات، التي كانت تعاني من تقليل الجودة بشكل ملحوظ عند الإرسال، خاصة عند إرسال الصور والفيديوهات المهمة.

إرسال فوري

الميزة الجديدة، التي بدأت الشركة بطرحها تدريجيًا على أجهزة آيفون وأندرويد، تتيح تحميل الصور والفيديوهات بجودة HD بشكل تلقائي دون التأثير على سرعة النقل، بحسب ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية. 

وتعمل الخاصية على تعزيز سرعة الإرسال لتتم في أقل من ثانية واحدة، وهو ما يُعد طفرة في الأداء مقارنة بالإصدارات السابقة من التطبيق.

وقد كانت معاناة المستخدمين من فقدان جودة الصور والفيديوهات عند إرسالها عبر واتساب محل انتقاد دائم، خصوصًا للمصورين أو المهنيين الذين يعتمدون على دقة المحتوى البصري، أو حتى للمستخدمين العاديين الذين يفضلون الاحتفاظ بصور ذكرياتهم بجودة عالية. 

وتؤكد ميتا أن هذه الميزة الجديدة ستدعم ليس فقط الملفات الفردية، بل أيضًا الملفات المشتركة في المجموعات والمحادثات الجماعية.

تحسينات تدريجية

الميزة ستتوفر تدريجيًا لجميع مستخدمي التطبيق خلال الأسابيع المقبلة، حيث بدأت بعض الحسابات بالفعل في استقبال التحديث الجديد، والذي يتضمن خيارًا لتحديد جودة الوسائط يدويًا قبل الإرسال، بين "قياسي" و"جودة عالية". 

كما أشارت ميتا إلى أن هذه التحسينات لا تتوقف عند الوسائط، بل تشمل البيانات النصية والتفاعلية لتوفير تجربة أكثر تكاملًا وسرعة.

ويُعد هذا التحديث جزءًا من خطة ميتا الأوسع لتعزيز تطبيق واتساب بميزات كانت محصورة سابقًا في تطبيقات منافسة، مثل تليغرام أو سيغنال، حيث تعمل الشركة على دعم الخصوصية والتشفير من جهة، وتحسين السرعة والدقة في الأداء من جهة أخرى، دون التضحية بسهولة الاستخدام.

قصة جان كوم

وبالحديث عن واتساب، لا يمكن إغفال قصة مؤسسه جان كوم، التي ما زالت تُلهم الملايين حول العالم، وُلد كوم عام 1976 في العاصمة الأوكرانية كييف لأسرة فقيرة، وهاجر إلى الولايات المتحدة في سن السادسة عشرة برفقة والدته، حيث عاشا على الإعانات الحكومية في ظروف معيشية صعبة، رغم التحديات، حصل على شهادة في علوم الكمبيوتر، وتمكن من العمل كمبرمج في شركة "ياهو".

وفي عام 2009، وبالتعاون مع صديقه بريان أكتون، أسس تطبيق واتساب، بعد أن رُفض طلبهما للعمل في فيسبوك، هذا الرفض كان بمثابة الشرارة التي دفعت الثنائي لتأسيس أحد أنجح تطبيقات المراسلة في العالم، ليعود لاحقًا مارك زوكربيرغ ويستحوذ على واتساب لصالح شركته في صفقة تجاوزت قيمتها 19 مليار دولار.

هذه الخلفية توضح كيف نشأ تطبيق واتساب من تجربة شخصية صعبة تحولت إلى قصة نجاح عالمية، وتُبيّن مدى التزام الشركة الأم اليوم بتحسين تجربة المستخدم عبر التطوير المستمر، مثل التحديث الجديد الذي طال انتظار مستخدميه له.

وبينما يواصل واتساب تطوير خدماته، يبدو أن التنافس بين تطبيقات المراسلة على الجودة والتكنولوجيا أصبح أكثر شراسة، ما يصب في مصلحة المستخدمين الذين سيستفيدون من ميزات أسرع وأذكى وأكثر تطورًا.