الذكاء الاصطناعي في مرمى الاتهامات.. DeepSeek يشعل المنافسة ويثير المخاوف

DeepSeek
ياسين عبد العزيز
في مشهد سريع التغير داخل صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية، عادت شركة DeepSeek الصينية إلى صدارة النقاشات التقنية والإعلامية، ليس فقط بفضل الأداء المبهر لنماذجها اللغوية المتقدمة، وإنما أيضا بسبب الاتهامات المتكررة التي تواجهها بشأن مصادر بيانات تدريبها، فمع كل إصدار جديد تقدمه الشركة، تنقسم الآراء بين منبهر بإمكاناتها التقنية ومنتقد لطبيعة استراتيجيتها في بناء نماذجها، وهو ما يعكس التوتر المتزايد بين الابتكار والامتثال في عالم الذكاء الاصطناعي.
نموذج جديد
في نهاية مايو 2025، كشفت DeepSeek عن النسخة الأحدث من نموذجها الموجه للاستدلال المنطقي R1-0528، وهو تحديث بارز ضمن سلسلة R1 التي بدأت تثير الاهتمام عالميا منذ إطلاقها الأول.
النموذج الجديد سجل أداءً استثنائيا في اختبارات متقدمة مثل MATH وHumanEval الخاصة بالبرمجة، ما دفع بعض المتابعين إلى اعتباره منافسا حقيقيا لأبرز النماذج الغربية، لا سيما Gemini 2.5 Pro التابع لشركة Google وGPT-4o المطور من قبل OpenAI.
لكن هذا التميز التقني لم يكن كافيا لتجنب الجدل، إذ ظهرت خلال الأيام التالية ادعاءات بأن أداء النموذج قد يكون ناتجا عن استخدام بيانات أو مخرجات من نماذج أخرى، دون إذن رسمي.
البداية جاءت حين لاحظ المطور الأسترالي "سام باتش" تشابها لافتا بين تفضيلات اللغة والأنماط التعبيرية في R1-0528 وبين تلك الموجودة في Gemini 2.5 Pro، ما أثار تساؤلات حول احتمال وجود تداخل في مصادر التدريب.
تشابه مثير
اللافت أن هذه الملاحظة لم تكن الوحيدة، إذ أشار مطور آخر يُعرف باسم SpeechMap إلى ما وصفه بـ"تشابه آثار التفكير" بين النموذجين، أي الطريقة التي يعالج بها كل منهما الأسئلة ويقدم تسلسلاً منطقياً للإجابات، وهو ما يُعد مؤشراً إضافياً محتملاً على اقتباس أو استفادة غير مصرح بها من Gemini.
ورغم عدم وجود دليل تقني قاطع حتى الآن، إلا أن هذا النوع من التحليل اللغوي يُعد مثيراً للقلق داخل الأوساط المختصة، خاصة مع تكرار مثل هذه الملاحظات من مصادر مستقلة.
_1643_122240.jpg)
وتتخذ هذه القضية بعداً أكثر تعقيداً عندما نعود إلى ديسمبر 2024، حين واجه نموذج V3 من DeepSeek اتهامات مشابهة بعد أن عرّف نفسه خطأ بأنه ChatGPT أثناء اختبار تجريبي، مما أثار ضجة واسعة في الأوساط التقنية.
وفي الشهر ذاته، نشرت تقارير تقنية تسريبات مرتبطة بحسابات DeepSeek، يُشتبه في أنها مرتبطة بمصادر تدريب تعود لشركات كبرى مثل OpenAI ومايكروسوفت.
استجابات سريعة
ولم تلتزم الشركات الغربية الصمت حيال هذا المشهد المعقد، بل سارعت إلى تعديل سياساتها وتحديث بروتوكولات الحماية الخاصة بنماذجها، ففي خطوة لافتة، فرضت OpenAI التحقق من الهوية للوصول إلى نماذجها المتقدمة، مما أوقف فعليا إمكانية استخدام نماذج مثل GPT-4o من قبل مستخدمين في دول معينة، بينها الصين.
من جهتها، قامت Google بتقييد الوصول إلى "بيانات التفكير الوسيطة" داخل نموذج Gemini، وهو إجراء تقني يعقّد مهمة تحليل مخرجات النموذج، وتبنّت شركة Anthropic الإجراء ذاته مع نموذج Claude.
رغم تلك التدابير، تواصل DeepSeek التوسع على الصعيد التقني، مع تحقيق نتائج متفوقة في اختبارات الأداء، حيث سجل نموذج V3، على سبيل المثال، نسبة 88.5% في اختبار MMLU مقابل 87.2% فقط لـ GPT-4o، كما حصل على 90.2% في اختبار MATH-500، متفوقًا بفارق ملحوظ على GPT-4o الذي لم يتجاوز 74.6%.
ويُعزى هذا التقدم جزئيا إلى اعتماد الشركة على تقنية Mixture of Experts، التي تقلل من استهلاك الموارد عبر استخدام عدد محدود من المعلمات (37 مليار من أصل 671 مليار) أثناء التشغيل الفعلي، وهو ما سمح بتقليل تكاليف التدريب إلى 5.6 مليون دولار فقط.
مع ذلك، يبقى مستقبل DeepSeek مرهونا بإجابات واضحة حول الاتهامات الموجهة إليها، ففي حال ثبوت استخدام مخرجات من نماذج منافسة دون ترخيص، فإن الشركة قد تواجه دعاوى قضائية بتهم انتهاك حقوق الملكية الفكرية ومخالفة شروط الاستخدام، وهي تبعات قد تؤثر على مسارها التقني ومكانتها في السوق العالمية سلبا.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً