أبل ترتقي بسماعات AirPods: ميزات ذكية تقلب قواعد الاستخدام

تستعد شركة أبل لإحداث نقلة جديدة في تجربة استخدام سماعات AirPods، وذلك تزامنًا مع انطلاق مؤتمرها العالمي للمطورين WWDC في 9 يونيو الجاري، والذي ينتظر أن يشهد الكشف عن مجموعة من التحديثات الكبرى لأنظمة التشغيل، إلى جانب حزمة من الميزات الذكية الموجهة خصيصًا لمستخدمي AirPods. 

ووفقًا لما أوردته منصة 9to5Mac، فإن الشركة تعمل على تطوير خمس مزايا رئيسية من شأنها تعزيز التفاعل بين المستخدم والسماعة بشكل أكثر سلاسة وذكاء.

إيماءات ذكية

كانت أبل قد أدخلت مفهوم الإيماءات الرأسية على سماعات AirPods Pro 2 وAirPods 4 خلال العام الماضي، حيث أصبح بإمكان المستخدم الرد على المكالمات أو رفضها، وكذلك التفاعل مع الإشعارات من خلال حركات بسيطة للرأس مثل الإيماء للأعلى أو الجنب، ما أتاح تحكمًا دون الحاجة لاستخدام اليدين، لكن التحديث الجديد الذي تستعد له أبل سيأخذ هذه التجربة لمستوى أعمق؛ إذ سيتمكن المستخدمون من تعديل مستوى الصوت أثناء المكالمات بشكل تلقائي، ومن ثم إعادته للحالة الأصلية عند انتهاء الحديث، وذلك باستخدام إيماءة رأس محددة، بدلًا من الطرق التقليدية كالضغط أو السحب على الساق.

هذا التطوير يُعد خطوة واضحة نحو ما تسميه أبل "التحكم الحركي الطبيعي"، وهو مفهوم يربط بين حركة الجسد والاستجابة التقنية بشكل فوري، الأمر الذي قد يفتح الباب لاحقًا أمام مزيد من التفاعل مع الأجهزة بطرق غير تقليدية.

تحكم بالكاميرا

ميزة أخرى تبدو واعدة هي إمكانية التحكم في كاميرا أجهزة iPhone وiPad المتصلة بالسماعة، وذلك بمجرد النقر على ساق AirPods، فبدلاً من استخدام المؤقت أو البحث عن زر الكاميرا، سيصبح التقاط الصور أكثر بساطة ومرونة، وهو ما قد يلبي رغبات صناع المحتوى والمستخدمين الذين يلتقطون صورًا أثناء التنقل أو السفر.

إلى جانب هذه الخاصية، تشير التسريبات إلى أن أبل تختبر ميزة جديدة لتعطيل الموسيقى تلقائيًا في حال اكتشاف أن المستخدم قد غلبه النوم أثناء ارتداء السماعة، هذه الوظيفة تعتمد على تقنيات استشعار متقدمة لقياس حالة النوم، مما يمنع استمرار تشغيل الصوتيات دون فائدة ويوفر عمر البطارية.

صوت مخصص

وفي سياق متصل، تعمل أبل على تضمين ميزة Audio Mix التي ظهرت للمرة الأولى في هواتف iPhone 16، والتي تعتمد على تقنيات التعلم الآلي لفصل الأصوات الخلفية عن الصوت الأساسي مثل الكلام أو المحادثات، مع منح المستخدم حرية الاختيار بين ثلاثة أنماط صوتية مختلفة: وضع داخل الإطار، ووضع الاستوديو، والوضع السينمائي، هذا التخصيص يتيح تجربة صوتية غامرة وموجهة حسب السياق الذي يتواجد فيه المستخدم.

كما أفادت التقارير بأن أبل تختبر حاليًا وضع ميكروفون جديد يُعرف باسم "جودة الاستوديو"، ليكون متاحًا لاحقًا لمستخدمي AirPods، إلا أن التفاصيل حول هذا الوضع لا تزال شحيحة، ما يترك مجالاً للترقب خلال المؤتمر القادم.

توافق مع iPad

من الميزات التي قد تهم البيئات التعليمية وتلك التي تعتمد على الاستخدام المشترك للأجهزة، هو تحسين تجربة اقتران AirPods مع أجهزة iPad المستخدمة من قبل عدة أشخاص، هذه الميزة تهدف لتقليل الخطوات اليدوية في كل مرة يُستخدم فيها الجهاز مع سماعات مختلفة، مما يجعل الاتصال أسرع وأكثر انسيابية، لا سيما في المدارس والجامعات.

ويُنتظر أن تكشف أبل رسميًا عن هذه التحسينات خلال كلمة تيم كوك الافتتاحية في مؤتمر WWDC، حيث ستكون الفرصة مثالية للإعلان عن توجهات الشركة نحو دمج الذكاء الاصطناعي والاستشعار الحركي بشكل أكبر ضمن أجهزتها الشخصية.

في النهاية، تبدو التحديثات الجديدة بمثابة إعادة تعريف للعلاقة بين المستخدم وسماعاته، من مجرد جهاز صوتي إلى واجهة تفاعلية ذكية قادرة على فهم سياقات الاستخدام المختلفة، والرد عليها بسلاسة ومرونة.