أمازون تخطط لأتمتة التوصيل بـ روبوتات بشرية تستعد للنزول إلى الشوارع

بدأت شركة أمازون باختبار روبوتات بشرية ذكية يمكنها تنفيذ مهام التوصيل الميدانية، في تطور لافت قد يعيد تشكيل مستقبل عمليات الشحن والتوزيع حول العالم. 

الخطوة الجديدة، التي كُشف عنها في تقرير نشره موقع ذا إنفورميشن التقني في 6 يونيو 2025، تشير إلى أن أمازون لا تكتفي باستخدام الروبوتات داخل مراكزها اللوجستية، بل تطمح إلى نشرها في الميدان، وجعلها جزءًا من منظومتها الشاملة لتوصيل الطلبات إلى المنازل.

منشأة تدريب

التفاصيل التقنية تُظهر مدى جدية الشركة، إذ تعمل أمازون حاليًا على بناء منشأة تدريب داخلية متخصصة لاختبار الروبوتات البشرية، تقع هذه المنشأة في أحد مكاتب الشركة في مدينة سان فرانسيسكو، وتُوصف بأنها بمساحة مقهى صغير، لكنها تحتوي على تجهيزات متطورة، أبرزها مسار عقبات يحتوي على شاحنة كهربائية حقيقية من طراز ريفيان Rivian، تُستخدم لتدريب الروبوتات على القفز من مؤخرة المركبة وتوصيل الطرود إلى أبواب المنازل.

هذه البنية التحتية التجريبية ليست مجرد اختبار عشوائي، بل تمثل نواة مشروع طويل الأمد تسعى من خلاله أمازون إلى دمج الروبوتات في الميدان جنبًا إلى جنب مع تقنيات المركبات الكهربائية والذاتية القيادة.

تقنيات ذكية

ويبدو أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في هذا المشروع، حيث طوّرت الشركة برمجيات خاصة تسمح للروبوتات بسماع وفهم وتنفيذ الأوامر الصوتية الطبيعية. 

وفي بيان رسمي، قالت أمازون: "بدلًا من الاعتماد على روبوتات جامدة ومتخصصة، نسعى إلى تطوير أنظمة أكثر مرونة يمكنها التعامل مع مختلف المهام في المخازن والشوارع على حد سواء".

الهدف، بحسب أمازون، هو خلق مساعدين ذكيين متعددِي المهام، لا مجرد أدوات ميكانيكية، الأمر الذي يفتح الباب أمام استخدام هذه الروبوتات في أعمال معقدة تتطلب تفاعلًا بشريًا طبيعيًا مثل التوصيل، الدعم اللوجستي، وحتى المهام داخل مراكز التوزيع.

تنوع النماذج

من بين الروبوتات التي تخضع حاليًا للاختبار، روبوت "Digit" من تطوير شركة Agility Robotics، وهو روبوت بشري ثنائي الأرجل صُمم من البداية لتنفيذ مهام مثل الجلوس داخل الشاحنات وتوصيل الطرود، إلى جانب نقل البضائع داخل المستودعات. 

كما تشمل التجارب روبوتًا صينيًا من إنتاج شركة Unitree بسعر يصل إلى 16 ألف دولار، ما يعكس تنوع مصادر التقنية التي تعتمد عليها أمازون لتسريع هذا التحول.

الجدير بالذكر أن أمازون كانت قد استحوذت على شركة Zoox للمركبات الذاتية القيادة في عام 2020، وهي خطوة تكشف عن رؤيتها بعيدة المدى لأتمتة كل مراحل عملية التوصيل: من لحظة تجهيز الطرد في المستودع، حتى وصوله إلى باب العميل دون تدخل بشري.

وتوظف أمازون حاليًا مئات الآلاف من العاملين في قطاع التوصيل حول العالم، لكن مع تصاعد التكاليف والضغوط التشغيلية، يبدو أن الشركة ترى في الروبوتات البشرية حلاً مستدامًا يعزز الكفاءة ويقلل من الاعتماد على القوى العاملة التقليدية.

ومع تسارع تجارب الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، قد يكون يوم نزول الروبوتات إلى الشوارع لتوصيل الطرود أقرب مما نتصور. 

وبينما يظل الأمر في طور الاختبار حاليًا، إلا أن تحركات أمازون الجريئة قد تُمهّد الطريق لأتمتة شاملة تعيد رسم خريطة التوصيل عالميًا خلال السنوات القليلة المقبلة.