الأحد، 08 يونيو 2025

10:05 ص

tru

الشركات الناشئة في مأزق.. انهيار "اليونيكورن" وظهور جيل الزومبي

اليونيكورن

اليونيكورن

ياسين عبد العزيز

A A

تحولت الطفرة التي شهدتها شركات "يونيكورن" إلى أزمة حادة تهدد وجود آلاف الشركات الناشئة، فبعد أن تجاوز عدد الشركات التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار حاجز الألف في ذروة عام 2021، تواجه اليوم هذه الكيانات واقعاً صعباً، ولم تتمكن سوى حفنة منها من دخول سوق الاكتتاب أو إيجاد مشترين، فيما اختفت أخرى أو تم الاستحواذ عليها بأثمان زهيدة.

في عام 2021 فقط، ارتفع عدد شركات "اليونيكورن" إلى 354 شركة جديدة، لكن خلال السنوات التي تلت، لم يتحول منها إلى شركات عامة إلا 6 فقط، و4 عبر اندماج مع شركات استحواذ خاصة، بينما تم الاستحواذ على 10 أخرى غالباً بأقل من تقييمها الأصلي، بعض الشركات مثل Bowery Farming وForward Health لم تنجُ حتى من الانهيار الكامل.

شركة Convoy التي بلغت قيمتها 3.8 مليار دولار في 2022، انهارت بالكامل بعد عام واحد فقط. استحوذت عليها شركة Flexport بأقل من سعر الخردة.

تغير التمويل

سبب الأزمة يعود إلى التغير الكبير في بيئة التمويل، خلال جائحة كوفيد، ضخ المستثمرون أموالاً ضخمة في شركات ناشئة دون التركيز على الربحية، لكن بعد أن رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 7 مرات في عام 2022، تغير المشهد تماماً.

الشركات الناشئة التي كانت تعوّل على تدفقات نقدية مستمرة، أصبحت الآن تواجه واقعاً مختلفاً، عدد كبير منها لم يتمكن من جمع أي تمويل جديد منذ 2021، وفقاً لبيانات “Carta”، وأقل من 30% فقط من شركات تلك السنة نجحت في تأمين تمويل خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، نصف هؤلاء اضطروا لقبول ما يعرف بـ"الجولات الهبوطية"، أي تمويل بتقييم أقل بكثير من قيمتهم السابقة.

خدمة Cameo، مثلاً، التي كانت تقدر بمليار دولار، جمعت تمويلاً بخصم 90%، أما شركة Ramp فجمعت جولتين تمويليتين بعد 2022 بتقييمات تقل عن 8 مليارات، بعد أن كانت تبلغ قيمتها أكثر من ذلك بكثير.

يونيكورن

زومبي السوق

بحسب شركة CB Insights، هناك الآن 1200 شركة ناشئة مدعومة برأس مال مخاطر لم تخرج إلى الاكتتاب العام ولم يتم الاستحواذ عليها، هذه الشركات، الملقبة بـ"الزومبي"، تستنزف مواردها المالية بصمت.

الشركات في مراحل النمو المتأخرة تواجه صعوبة خاصة، تحتاج هذه الشركات عادة إلى تمويل مستمر، لكن المستثمرين أصبحوا أكثر حذراً، البعض يضطر إلى قبول صفقات مالية غير مواتية، مثل خفض التقييم أو إعادة هيكلة الملكية، والبعض الآخر يضطر لإجراء جولات تمويل جديدة تحت نفس اسم الجولة القديمة لتجنب الإقرار بالتراجع.

شركة ServiceTitan مثال على حالة نادرة نجحت في كسر هذا النمط، وجمعت تمويلاً بشروط سيئة في 2022، ثم عادت إلى السوق وطرحت أسهمها في 2024 بقيمة سوقية وصلت إلى 9.4 مليار دولار، قريبة من تقييمها في ذروة عام 2021، لكن هذا النموذج لا يمثل الأغلبية.

تسريح الموظفين، فقدان الزخم، وتراجع قيمة الأسهم الممنوحة للموظفين كلها عوامل تجعل من الصعب الحفاظ على فرق العمل في هذه الشركات، البعض يختار المغادرة، خصوصاً من لديه فرص أخرى في شركات أكثر استقراراً.

المجهول القادم

تحاول بعض الشركات تجنب خفض التقييم من خلال صفقات "الدفع مقابل اللعب" التي تفرض على المستثمرين السابقين المشاركة في الجولات الجديدة أو فقدان حصصهم، هذا النوع من التمويل قد يخلق توترات داخلية، كما حدث مع شركة Bolt عندما حاول مؤسسها جمع جولة تمويل بهذه الطريقة وفشل بسبب اعتراضات المساهمين.

في ظل غياب توقعات لتعافي قريب، يرى بعض المستثمرين أن الأمل الوحيد هو عودة سوق غير عقلانية شبيهة بما حدث خلال فترة الفائدة الصفرية في الجائحة. 

ويقول جريج مارتن من Archer Venture Capital إن غياب هذه الظروف الاستثنائية يعني أن العديد من شركات الزومبي ستصل إلى نهايتها.

search

أكثر الكلمات انتشاراً