الأحد، 15 يونيو 2025

08:25 م

tru

بعد عقد ونصف.. آيفون يتيح تخصيص نغمة الرنين بسهولة في iOS 26

أندرويد

أندرويد

ياسين عبد العزيز

A A

بعد سنوات طويلة من الانتظار، قدّمت شركة آبل لمستخدمي آيفون إحدى أكثر الميزات طلبًا والتي لطالما وُصفت بأنها "أساسية" في أجهزة أندرويد منذ ظهورها الأول: تخصيص نغمة الرنين بسهولة وبشكل مباشر. 

تأتي هذه الخطوة ضمن نظام التشغيل الجديد iOS 26، الذي أعلنت عنه آبل مؤخرًا، ويعد من أكبر تحديثات نظام iOS على الإطلاق، سواء من حيث الترقيم أو حجم التعديلات التي شملها.

ويبدو أن هذا التحديث يفتح الباب أمام موجة جديدة من التحرر في التخصيص، بعد سنوات من القيود التقنية والإجرائية التي فرضتها آبل على مستخدميها فيما يتعلق بإعداد النغمات.

تخصيص مباشر

في السابق، كان تخصيص نغمة رنين على أجهزة آيفون يتطلب سلسلة من الخطوات المرهقة، شملت استخدام تطبيقات خارجية مثل GarageBand، أو الاستعانة بجهاز كمبيوتر لتعديل الملفات الصوتية ثم مزامنتها يدويًا مع الهاتف، هذا التعقيد دفع كثيرين من مستخدمي آيفون إلى الاستسلام للأمر الواقع، والاعتماد على النغمات الافتراضية، أو استخدام حلول بديلة تتطلب معرفة تقنية لا تتوفر للجميع.

أما الآن، ومع طرح النسخة التجريبية الأولى من iOS 26 للمطورين، فقد أصبح بالإمكان تعيين أي ملف صوتي كنغمة رنين بخطوات بسيطة. 

وفقًا لما ذكره موقع Macworld، باتت العملية لا تتطلب أكثر من اختيار الملف من تطبيق "الملفات" أو "المذكرات الصوتية"، ثم النقر على "مشاركة"، وتحديد خيار "استخدام كنغمة رنين"، لتتم إضافته تلقائيًا إلى قائمة النغمات داخل إعدادات الصوت في الهاتف.

شروط بسيطة

ورغم سهولة العملية، تفرض آبل بعض القيود التقنية الطفيفة، منها أن لا تتجاوز مدة الملف الصوتي 30 ثانية، وأن يكون بصيغة MP3 أو M4A. 

ويمكن للمستخدمين تخصيص النغمة لكل المكالمات أو لجهة اتصال معينة، مما يعيد للإعدادات الشخصية حيويتها التي غابت طويلاً عن بيئة iOS.

iOS 26

اللافت أن هذه الخطوة لم تكن مستحيلة تقنيًا، وإنما تأخرت بفعل قرارات استراتيجية قديمة ارتبطت بنموذج الربح من النغمات، كما تشير بعض التحليلات التقنية.

خلفية تأخير آبل

من المعروف أن آبل، خلال العقد الأول من إطلاق آيفون، كانت تتيح للمستخدمين شراء نغمات رنين عبر متجر iTunes Tone Store بأسعار تراوحت بين 0.99 إلى 1.29 دولار. 

وكانت شركات الاتصالات في عدد من الدول تقدم بدورها نغمات مخصصة بأسعار أعلى. وفي هذا السياق، كانت آبل تُفضل الاحتفاظ بمنظومة مغلقة تحفظ لها السيطرة والعوائد المالية.

ولعل أبرز من أشار إلى أهمية هذا السوق هو المغني الشهير Akon، الذي أكد في أكثر من لقاء إعلامي أن نغمات الرنين ساهمت بجزء كبير من أرباحه في بداياته، لدرجة أنه دخل موسوعة غينيس كأكثر فنان بيعًا لنغمات الرنين عالميًا.

لكن مع تغير العادات الرقمية، وانتشار أساليب التواصل الصامت مثل الرسائل والتنبيهات الاهتزازية، لم تعد النغمات محل اهتمام كما كانت. 

وبدأ المستخدمون يميلون نحو التخصيص بدلاً من الشراء، ما دفع آبل في نهاية المطاف إلى إعادة النظر في سياستها، وتقديم هذه الميزة بشكل مجاني وسهل.

حرية التخصيص

تخصيص نغمة الرنين قد لا يبدو في ظاهره إنجازًا تقنيًا ضخمًا، لكنه يحمل دلالة عميقة على تحول فلسفة آبل البرمجية، من الانغلاق والتحكم الكامل إلى منح المستخدمين حرية أكبر في تخصيص أجهزتهم. 

ومع إطلاق iOS 26، الذي يشمل كذلك مزايا الذكاء الاصطناعي تحت مظلة "Apple Intelligence"، وتصميمًا بصريًا جديدًا باسم "Liquid Glass"، يبدو أن آبل تمضي في اتجاه إرضاء قاعدة أكبر من المستخدمين، لا سيما من انتقلوا من أندرويد إلى iOS.

في النهاية، وبعد مرور 16 عامًا على أول هاتف آيفون، يحصل المستخدمون على ميزة كان يمكن أن تكون متاحة منذ البداية، لكنها تصل الآن مدفوعة بتغير الظروف، وتغير المستخدمين، وربما تغير آبل نفسها.

search

أكثر الكلمات انتشاراً