السبت، 21 يونيو 2025

10:32 م

tru

تصاعد الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل بعمليات متبادلة معقدة

الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل

الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل

ياسين عبد العزيز

A A

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدًا حادًا في الهجمات السيبرانية بين إيران وإسرائيل، حيث انتقلت المواجهة من ضربات عسكرية ميدانية إلى معارك رقمية تستهدف البنية التحتية والأنظمة الحيوية للطرفين.

اختراق الكاميرات الإسرائيلية

نفذت إيران عمليات سيبرانية جديدة استهدفت كاميرات مراقبة خاصة داخل إسرائيل بهدف جمع معلومات ميدانية دقيقة عن مواقع سقوط الصواريخ.

أعلنت السلطات الإسرائيلية أن محاولات الاختراق تضاعفت منذ بدء القصف الصاروخي الأخير على تل أبيب.

طالب رفائيل فرانكو، النائب السابق لرئيس هيئة السايبر الوطنية الإسرائيلية، المواطنين باتخاذ إجراءات فورية مثل تغيير كلمات المرور، وتفعيل المصادقة الثنائية، وفصل الكاميرات غير المؤمنة.

استعادت إسرائيل مشاهد مماثلة من هجمات سابقة نفذتها حركة حماس في أكتوبر 2023، عندما استخدمت الكاميرات الخاصة لرصد تحركات عسكرية ومدنية.

أشارت تقارير إلى أن آلاف الكاميرات في إسرائيل لا تزال تعمل بإعدادات الحماية الافتراضية مما يجعلها أهدافًا سهلة للاختراق.

أكدت هيئة السايبر الإسرائيلية رصد محاولات اختراق جديدة في الأيام الأخيرة خاصة في المناطق الحدودية والمواقع الحساسة.

هجوم مالي واسع

هاجمت جماعة سيبرانية موالية لإسرائيل تُعرف باسم "سبارو المفترس" القطاع المالي الإيراني، مستهدفة مصرف "سبه" الذي تتهمه إسرائيل بالالتفاف على العقوبات الدولية.

أعلنت الجماعة عبر منصات "تيليجرام" و"إكس" عن تدمير بيانات المصرف وتعطيل واسع للخدمات البنكية، التزمت السلطات الإيرانية الصمت ولم تصدر أي رد رسمي على تلك المزاعم.

الحرب السيبرانية

أفادت وكالة "فارس" أن إيران تعرضت لأكثر من 6,700 هجوم من نوع "حجب الخدمة" خلال ثلاثة أيام، ما دفع الحكومة إلى فرض قيود مشددة على الإنترنت لتقليل الأضرار.

تملك جماعة "سبارو المفترس" سجلًا واسعًا من العمليات السابقة ضد إيران منذ عام 2021، مثل اختراق شبكة السكك الحديدية، والهجوم على مصنع فولاذ، وتعطيل منظومات الدفع في محطات الوقود.

يرى خبراء الأمن أن هذه الهجمات لا تستهدف الأنظمة فقط، بل تسعى إلى تحقيق تأثير نفسي وإعلامي من خلال نشر تفاصيل العمليات بطريقة استعراضية لإظهار العمق الذي وصلت إليه عمليات الاختراق.

حجب شامل و"ستارلينك" تتدخل

أعلنت الحكومة الإيرانية قطع شامل ومؤقت للإنترنت وخدمات الهاتف في جميع أنحاء البلاد بهدف التصدي للهجمات الإلكترونية الإسرائيلية.

أظهرت بيانات شركة "Cloudflare" انخفاضًا في حركة الإنترنت بنسبة تجاوزت 90% مع بدء الحجب.
أكدت وزارة الاتصالات الإيرانية أن الحجب يهدف لحماية البنية التحتية من "العدو المعتدي"، بينما أبلغ المواطنون بانقطاع كامل عن العالم الخارجي باستثناء المكالمات المحلية.

استعادت إيران بهذه الخطوة ما حدث خلال احتجاجات نوفمبر 2019 عندما لجأت إلى قطع الإنترنت لمنع التنسيق بين المتظاهرين.

في المقابل، أعلن إيلون ماسك أن خدمة "ستارلينك" بدأت ببث الإنترنت فوق إيران لتوفير بدائل للاتصال في ظل القيود الحكومية.

حظرت إيران تطبيق "واتساب" خلال هذه الأزمة بدعوى تسريبه بيانات للمخابرات الإسرائيلية، لكن شركة ميتا نفت هذه الاتهامات واتهمت طهران باستخدام الحجب كذريعة لتعطيل قنوات الاتصال الآمن في أوقات حساسة.

يأتي هذا التصعيد السيبراني بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية داخل إيران، مما أدى إلى سقوط قيادات إيرانية رفيعة، وردت طهران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة نحو أهداف إسرائيلية.

تُظهر هذه المواجهات أن الحرب لم تعد محصورة في الميدان العسكري التقليدي، بل أصبحت السيطرة على الفضاء السيبراني سلاحًا إستراتيجيًا له تأثير مباشر يوازي أثر القصف الميداني.

search

أكثر الكلمات انتشاراً