الأحد، 22 يونيو 2025

12:39 ص

tru

دراسة تحذر.. الاعتماد على ChatGPT يضعف عقول الطلاب

الطلاب

الطلاب

ياسين عبد العزيز

A A

بدأت دراسة جديدة بتحذير الطلاب من مخاطر الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في أداء المهام الأكاديمية، حيث كشفت النتائج أن الاستخدام المكثف لهذه الأدوات يضعف التفكير النقدي ويقلل من تفاعل الدماغ أثناء التعلم.

نشاط دماغي منخفض

أجرى فريق من الباحثين في مختبر الوسائط بمعهد MIT تجربة ميدانية على 54 طالبا تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما في منطقة بوسطن، حيث قسّموا المشاركين إلى ثلاث مجموعات رئيسية.

 اعتمدت المجموعة الأولى على ChatGPT لكتابة مقالات بأسلوب اختبار SAT، بينما استخدمت المجموعة الثانية محرك جوجل التقليدي للبحث، أما المجموعة الثالثة فكتبت المقالات دون استخدام أي أدوات رقمية.

راقب الباحثون نشاط الدماغ أثناء الكتابة باستخدام أجهزة EEG متطورة تقيس الإشارات في 32 منطقة دماغية، ووجدوا أن مجموعة ChatGPT أظهرت أدنى مستوى من النشاط الدماغي.

 وأوضحت النتائج أن هذه المجموعة قدمت أداء أقل من حيث جودة الكتابة، كما اتسم سلوكهم بزيادة السلبية مع مرور الوقت، حيث اعتمد العديد منهم على النسخ واللصق بدلا من التفكير الشخصي أو إعادة الصياغة.

أداء متميز بدون أدوات

أكدت الدراسة أن المجموعة التي كتبت المقالات دون أي أدوات رقمية سجلت أعلى نشاط في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإبداع والذاكرة والمعالجة الدلالية، كما أبدى هؤلاء الطلاب شعورا أعلى بالرضا عن أعمالهم وإحساسا قويا بامتلاكهم لما كتبوه.

ChatGPT

وأظهرت فحوص EEG لهذه المجموعة اتصالات عصبية قوية في ترددات ألفا وثيتا ودلتا، وهي ترددات ترتبط مباشرة بالتفكير العميق والابتكار. وأشارت الباحثة ناتاليا كوزمينا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يجعل المهام أسرع وأسهل لكنه لا يساعد على ترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.

تأثير البحث التقليدي

أظهرت نتائج المجموعة التي استخدمت محرك جوجل مستويات نشاط ذهني أعلى مقارنة بمجموعة ChatGPT، ما يعني أن البحث التقليدي يظل أكثر فائدة في تحفيز التفكير النقدي مقارنة بالاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي.

اختبر الباحثون قدرة الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومة من خلال تبديل الأدوار، حيث طلبوا من الطلاب الذين استخدموا ChatGPT في البداية أن يكتبوا لاحقا بدون أدوات رقمية، بينما استخدمت المجموعة الأخرى أدوات الذكاء الاصطناعي بعد الاعتماد الأول على التفكير الذاتي.

كشفت النتائج أن الطلاب الذين بدأوا باستخدام ChatGPT واجهوا صعوبة في تذكر المعلومات التي كتبوا عنها سابقا، وأظهروا ضعفا ملحوظا في إعادة الانخراط الذهني عند إعادة صياغة المقالات. في المقابل، المجموعة التي استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي بعد التفكير الذاتي حققت نتائج معرفية أفضل.

خلصت الدراسة إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تكون مفيدة فقط عندما يسبقها جهد عقلي حقيقي من المستخدم، لكن الاعتماد عليها منذ البداية قد يؤدي إلى ضعف القدرة على التفكير، وقلة الحماس، وتراجع التفاعل العقلي.

search

أكثر الكلمات انتشاراً