الإثنين، 23 يونيو 2025

07:42 م

tru

كيف تؤهلك مهارات الذكاء الاصطناعي للنجاح في سوق العمل الجديد؟

مهارات الذكاء الاصطناعي

مهارات الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

في عصر تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، باتت مهارات الذكاء الاصطناعي من أبرز مقومات النجاح المهني، إذ لم يعد امتلاك هذه المهارات رفاهية أو خيارًا إضافيًا، بل أصبح شرطًا أساسيًا لتعزيز فرص العمل والحفاظ على التنافسية في سوق يتغير باستمرار. 

وبينما تستثمر الشركات الكبرى مليارات الدولارات في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أنظمتها وعملياتها، تكشف الأرقام أن غالبية الموظفين ما زالوا بعيدين عن مواكبة هذه الطفرة، حيث تشير بيانات مؤسسة "جالوب" إلى أن ثلثي الموظفين لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي إطلاقًا في عملهم، ويستخدمه 4% فقط على أساس يومي.

ويزيد هذا الواقع من التفاوت المهني بين من يسعون لتطوير أنفسهم ومواكبة التكنولوجيا، ومن يظلون في دائرة الجمود المهني. 

في هذا السياق، يبرز تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي كضرورة ملحة، بل وكمفتاح لفرص أكبر في التوظيف والترقي، حيث أظهرت دراسة حديثة أن تعلم هذه المهارات قد يزيد من الرواتب بنسبة تصل إلى 56%.

مصادر مجانية

أصبح تعلم الذكاء الاصطناعي في متناول الجميع بفضل العديد من المبادرات المجانية التي تطلقها شركات رائدة مثل OpenAI وAnthropic. 

وتوفر أكاديمية OpenAI برامج تدريبية تفاعلية تُشرف عليها نخبة من المتخصصين، بينما تقدم Anthropic دورة "الطلاقة في الذكاء الاصطناعي" التي تهدف إلى تطوير المهارات العملية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الحقيقية، بعيدًا عن المفاهيم النظرية.

الهدف من هذه الدورات ليس فقط تحسين مهارات طرح الأسئلة على أدوات الذكاء الاصطناعي، بل فهم آليات عملها وتقييم دقة نتائجها، ومعرفة متى يجب التدخل البشري لضمان أفضل أداء.

الذكاء الاصطناعي

تجارب واقعية

من السهل بدء تجربة الذكاء الاصطناعي في مهام بسيطة، ككتابة رسائل البريد الإلكتروني، أو تلخيص تقارير، أو إعداد محتوى مبدئي، لكن مع الوقت، يمكن توسعة هذه المهام لتشمل تحليل البيانات أو توليد الأفكار الإبداعية أو حل المشكلات، وبذلك يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى شريك في الإنتاجية.

الانخراط في مجتمعات مختصة يعد من الخطوات المهمة أيضًا، فالمشاركة في مجموعات عبر LinkedIn أو Discord تتيح تبادل التجارب وتعلّم استراتيجيات جديدة في استخدام الأدوات الذكية، كما يمكن تنظيم مجموعات محلية داخل بيئة العمل لرفع وعي الفريق وتعزيز ثقافة التعاون التقني.

هندسة المطالبات

من المهارات الجوهرية التي لا يمكن إغفالها، ما يُعرف بـ"هندسة الأوامر" أو "صياغة المطالبات" (Prompt Engineering)،فالذكاء الاصطناعي لا يفهم النوايا، بل يعتمد على التعليمات المكتوبة بشكل دقيق، وكلما كان التوجيه أكثر تحديدًا ووضوحًا، كانت النتيجة أكثر جودة ودقة.

لذلك، بدلًا من طلب "كتابة رسالة"، يُنصح بصياغة الطلب بشكل مفصل مثل: "اكتب رسالة رسمية بأسلوب مهني لعميل تغيّب عن اجتماع، تتضمن نبرة ودية، وتعرض موعدًا جديدًا للاجتماع الأسبوع المقبل".

بناء مكتبة شخصية من المطالبات الجيدة، ومتابعة الأمثلة المتداولة في المجتمعات التقنية، يساعد على تحسين المهارات تدريجيًا، ما يعزز فعالية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل.

تقييم الأثر

من المهم عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مراقبة تأثيرها الفعلي على الأداء، وذلك من خلال قياس الوقت الموفر، وجودة النتائج، والكمية المنجزة من العمل، وكذلك تحسين وقت الوصول للمعلومات أثناء إجراء البحوث، هذه المؤشرات تُمكّنك من تطوير استراتيجيتك في استخدام الذكاء الاصطناعي وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تدخل بشري.

وفي السياق ذاته، يجب ألا يُغفل جانب التفكير النقدي، فلا تُعدّ جميع المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي دقيقة أو حيادية، هنا تأتي أهمية تعلم التحقق من النتائج، والتعرف إلى أخلاقيات استخدام هذه التقنية، ومعرفة متى يكون الاعتماد عليها آمنًا ومتى يجب التصرف بحذر.

كما يوصى بتخصيص وقت أسبوعي لاستكشاف أدوات جديدة أو الاشتراك في نشرات بريدية تقنية تواكب آخر التحديثات، مما يساعد على البقاء في قلب المشهد التكنولوجي المتغير.

وفي نهاية المطاف، فإن بناء علاقة ناجحة مع الذكاء الاصطناعي لا يتطلب أن تكون خبيرًا تقنيًا، بل يتطلب عقلًا منفتحًا، ورغبة حقيقية في التعلم، وخطة عملية للدمج التدريجي للتقنيات الذكية في الحياة المهنية.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً