واتساب يختبر تحسين جودة الوسائط ويبدأ عرض الإعلانات في قسم الحالة

بدأت شركة ميتا، المالكة لتطبيق واتساب، خطوات جديدة نحو إعادة تشكيل تجربة المستخدم، من خلال إدخال تحسينات نوعية على جودة إرسال الصور ومقاطع الفيديو داخل التطبيق، إلى جانب خطط رسمية لتفعيل نظام إعلاني محدود يظهر في قسم الحالة، دون التأثير على الخصوصية داخل المحادثات الشخصية. 

وتشير هذه التحديثات إلى مسار استثماري جديد تعتمده ميتا لتحويل واتساب إلى منصة أكثر تفاعلاً وربحًا، مع المحافظة على جوهر التطبيق كوسيلة اتصال بسيطة وآمنة.

جودة وسائط محسّنة

تعمل ميتا حاليًا على اختبار ميزة جديدة تهدف إلى تعزيز جودة إرسال الوسائط داخل واتساب، سواء الصور أو مقاطع الفيديو، وهو أمر يترقبه ملايين المستخدمين منذ سنوات. 

ووفقًا لما تم الإعلان عنه، من المتوقع أن يتم طرح الخاصية أولاً على أجهزة آيفون، لتصل لاحقًا إلى مستخدمي أندرويد. 

وسيُتيح التحديث إرسال وسائط بجودة أقرب إلى الأصلية، ما يجعل واتساب منافسًا أقوى لتطبيقات مثل تيليغرام وآي مسجز من آبل، التي توفر بالفعل تجربة وسائط محسنة.

وتُعد هذه الخطوة استجابة مباشرة لمطالب المستخدمين الذين اشتكوا طويلاً من ضعف دقة الصور بعد إرسالها عبر واتساب. 

ومع دخول هذه الميزة حيز التنفيذ، ستتحول المنصة إلى أداة أكثر تكاملًا، لا تقتصر فقط على المراسلة، بل توفر محتوى بصريًا عالي الجودة ضمن بيئة آمنة ومشفّرة.

إعلانات داخل الحالة

ضمن استراتيجيتها الجديدة للربح من واتساب، أعلنت شركة ميتا عن إطلاق شكل جديد من الإعلانات يُعرف باسم "إعلانات الحالة"، والذي سيظهر فقط داخل قسم التحديثات أو "Status"، دون التسلل إلى المحادثات الخاصة أو الجماعية. 

وتهدف هذه الخطوة إلى دعم الأنشطة التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تستخدم واتساب للتسويق والخدمة، من خلال تمكينها من التفاعل المباشر مع العملاء عبر زر "أرسل رسالة".

ومن شأن هذه الصيغة الإعلانية الجديدة أن تعيد تشكيل تجربة الحالة، لتصبح وسيلة دعائية غير مزعجة، تحفظ خصوصية المستخدمين من جهة، وتفتح بابًا جديدًا لأصحاب المشاريع للترويج لخدماتهم ضمن بيئة موثوقة وشخصية.

اشتراكات وقنوات مدفوعة

لم تكتف ميتا بالإعلانات، بل أكدت أنها تعمل على نموذجين جديدين لتحقيق الدخل من خلال خاصية "القنوات"، وهما: إعلانات مخصصة لنتائج البحث، واشتراكات شهرية للمحتوى الحصري. 

وسيتمكن مدراء القنوات من عرض محتوى خاص للمشتركين فقط مقابل رسوم مالية، ما يفتح الباب أمام صناع المحتوى، والمنصات الإخبارية، والمجتمعات المغلقة، لتقديم محتوى نوعي بمقابل.

ووفقًا للتقارير، ستحصل ميتا على 10% من قيمة الاشتراكات الشهرية التي تتم عبر واتساب، في خطوة تشير إلى عزم الشركة تحويل القنوات إلى منصة مدرّة للأرباح، مع تعزيز دور واتساب كمركز معلومات وخدمة أكثر من كونه مجرد تطبيق تراسل.

تأتي هذه التحركات ضمن رؤية مؤسس ميتا مارك زوكربيرغ، الذي صرح في مقابلة سابقة مع شبكة CNBC بأن واتساب يمثل "الفصل التالي" في مسيرة الشركة، مشيرًا إلى أنه سيكون ركيزة النمو القادمة بعد مرحلة ميتافيرس.

ومع دخول هذه التحديثات حيز التنفيذ تدريجيًا، يبدو أن واتساب على أعتاب مرحلة جديدة كليًا، تتجاوز الرسائل النصية والصوتية، لتشمل الوسائط عالية الجودة، القنوات الاحترافية، والإعلانات الذكية.