الذكاء الاصطناعي يرسم سيناريو الحرب بين إيران وإسرائيل

تتصاعد حدة الصراع بين إيران وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط مع استمرار التهديدات والضربات المتبادلة بين الطرفين، وسط مخاوف إقليمية من توسع نطاق الحرب وتأثيرها على استقرار المنطقة بأكملها، في ظل انقسام تحليلات المراقبين حول الطرف الذي يمتلك التفوق الحقيقي.

في هذا السياق، لجأ باحثون إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل موازين القوى بين الجانبين، حيث اعتمدت التقييمات على إمكانيات كل طرف عسكريًا واستراتيجيًا بناءً على بيانات دقيقة.

القوة العسكرية

أظهرت نتائج تحليلات الذكاء الاصطناعي أن إسرائيل تمتلك تفوقًا عسكريًا مباشرًا بفضل امتلاكها لواحد من أقوى الجيوش في المنطقة، إلى جانب منظومات دفاع متطورة مثل القبة الحديدية وأنظمة اعتراض الصواريخ بعيدة المدى.

كما تعتمد إسرائيل على دعم غربي قوي وعلى تحالفات عسكرية تمنحها ميزة حاسمة في توجيه ضربات دقيقة وقوية ضد البنية التحتية الحيوية لإيران خلال أي مواجهة محتملة، سواء كانت المرافق النووية أو القواعد العسكرية الرئيسية.

ويدعم هذا التفوق امتلاك إسرائيل لترسانة أسلحة متقدمة وقدرات جوية وبرية تسمح بتنفيذ هجمات استباقية مؤثرة خلال المراحل الأولى من أي نزاع.

التحرك الاستراتيجي

في المقابل، تركز إيران على استراتيجيات غير مباشرة تعتمد على طول النفس وتعدد ساحات المواجهة، حيث تملك شبكة حلفاء واسعة من الجماعات المسلحة في دول مثل لبنان واليمن والعراق وسوريا، مما يمنحها القدرة على فتح أكثر من جبهة في نفس الوقت.

ويرى الذكاء الاصطناعي أن إيران تراهن على استنزاف قدرات إسرائيل عبر ضربات غير مباشرة مستمرة وإشعال جبهات جانبية تهدف إلى إطالة أمد النزاع وكسر زخم التفوق العسكري الإسرائيلي مع الوقت.

كما أشار الذكاء الاصطناعي إلى أن طهران تمتلك خبرة طويلة في إدارة الصراعات الإقليمية غير التقليدية، وهو ما يمكن أن يقلب موازين المواجهة تدريجيًا رغم التفوق العسكري الإسرائيلي في البداية.

سيناريو النهاية

توقعت تحليلات الذكاء الاصطناعي أن إسرائيل قد تحقق مكاسب عسكرية في المراحل الأولى من الحرب لكنها قد تواجه تحديات كبيرة مع مرور الوقت بسبب اتساع نطاق الاشتباك واحتمالية استنزاف قواتها على أكثر من جبهة.

وفي الوقت نفسه، قد تتمكن إيران من تحقيق أهداف استراتيجية على المدى الطويل من خلال شبكة وكلائها في المنطقة التي يمكن أن تواصل الضغط على إسرائيل لفترات ممتدة.

ويشير الذكاء الاصطناعي إلى صعوبة تحقيق نصر شامل لأي من الطرفين، ما يجعل سيناريو التسوية الدولية مطروحًا بقوة في مراحل متقدمة من النزاع، حيث قد يلجأ الطرفان إلى التفاوض بعد الوصول لحالة من الإنهاك العسكري.

ويرى مراقبون أن استمرار الحرب لفترة طويلة سيؤدي إلى خسائر سياسية واقتصادية للطرفين، مما يدفع باتجاه وساطات إقليمية أو دولية لتقليل الخسائر وفرض حلول جزئية تحافظ على مصالح كل طرف في النهاية.