هل يحل ChatGPT محل جوجل؟

ChatGPT
ياسين عبد العزيز
يتسارع تطور التكنولوجيا الرقمية بوتيرة مذهلة، ويتزايد اعتماد المستخدمين على الأدوات الذكية للوصول إلى المعلومات، وفي خضم هذا التغير يبرز تساؤل متكرر في أذهان كثيرين: هل يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT أن تصبح بديلًا حقيقيًا لمحركات البحث التقليدية وعلى رأسها جوجل؟
وإذا كانت الإجابة تحتمل شيئًا من الإيجاب، فما أوجه الاختلاف الجوهرية بين الطريقتين؟ الإجابة تتطلب النظر إلى كل أداة من حيث آلية عملها، ومستوى التحديث الذي توفره، وتفاعلها مع المستخدم، إلى جانب طبيعة التجربة التي تقدمها.
أسلوب الوصول
يتمثل أحد أبرز الفروقات بين جوجل وChatGPT في طريقة تقديم المعلومة، فمحرك البحث الشهير يعتمد على خوارزميات تصنيفية تقوم بعرض قائمة من الروابط والصفحات ذات الصلة، ليقوم المستخدم بالتنقل بينها بنفسه واختيار ما يراه مناسبًا وموثوقًا، بينما يقدّم ChatGPT إجابة جاهزة بلغة طبيعية تستند إلى تحليل السؤال مباشرة، مع قدرة على التوضيح، والتوسيع أو التلخيص بناءً على طلب المستخدم.
هذا الأسلوب يجعل ChatGPT أكثر ملاءمة في المواقف التي تتطلب تبسيطًا للمفاهيم أو شرحًا سريعًا لموضوع معقد، في حين يمنح جوجل حرية واسعة للمستخدم في التحقق من المصادر والمقارنة بينها، وهو ما يعتبره البعض عنصرًا جوهريًا في التعامل مع المعلومات الدقيقة أو المتخصصة، خصوصًا في السياقات الأكاديمية أو القانونية.

التحديث الفوري
من ناحية أخرى، يتمتع محرك جوجل بميزة حاسمة تتمثل في تحديث نتائجه بشكل لحظي، إذ يستعرض آخر الأخبار والمقالات فور نشرها، ويُعدّ الخيار الأول للباحثين عن تغطية فورية للأحداث الجارية، مثل تطورات السياسة، أسعار العملات، أو نتائج المباريات.
بالمقابل، تعتمد النسخ المجانية من ChatGPT على معرفة محددة بتاريخ معين ولا تُحدث معلوماتها تلقائيًا ما لم تكن مرتبطة بنسخة احترافية موصولة بالإنترنت.
ومع ذلك، فإن القدرة على تقديم محتوى بلغة سلسة ومفهومة، تجعل ChatGPT أداة جذابة عندما يبحث المستخدم عن تحليل أو شرح لفكرة ما بعيدًا عن التشتيت البصري الذي قد تسببه الإعلانات المتناثرة داخل صفحات المواقع الإلكترونية.
التفاعل والتخصيص
تتفوق أدوات الذكاء الاصطناعي من حيث التفاعل والقدرة على تخصيص الإجابة بحسب سياق المستخدم، فالمحادثة مع ChatGPT تُشبه النقاش مع مرشد شخصي يمكن العودة إليه، وتعديل السؤال، أو طلب المزيد من التوضيحات في نقاط معينة، هذا النوع من التفاعل لا يتوفر في محركات البحث، التي تتوقف وظيفتها عند عرض النتائج.
وبالتالي، فإن استخدام ChatGPT يكون مثاليًا في مهام مثل إعادة صياغة النصوص، تلخيص المستندات، اقتراح الأفكار، أو حتى المساعدة في التعلم الذاتي، بينما تبقى محركات البحث في الصدارة عندما يتعلق الأمر بالبحث في أرشيف الصحف، الوثائق الرسمية، أو المحتوى المعتمد من هيئات علمية أو إخبارية.
تكامل لا تنافس
وفي النهاية، فإن النقاش حول أفضلية ChatGPT أو جوجل لا يجب أن يكون من زاوية التفوق المطلق، بل من زاوية التكامل، فلكل أداة سيناريوهاتها المثالية، وعندما يعرف المستخدم متى يستخدم كل وسيلة، يكون قادرًا على مضاعفة كفاءته المعرفية، فالباحث عن أخبار فورية أو مصادر رسمية سيبقى في حاجة إلى جوجل، بينما الباحث عن إجابة مباشرة، بلغة بسيطة، أو تجربة تعليمية تفاعلية سيجد في ChatGPT ضالته.
وهكذا يتضح أن الذكاء الاصطناعي لا يلغي الحاجة لمحركات البحث، وإنما يكمّلها، ويمنح المستخدم أدوات جديدة لفهم أفضل لعالم تتزايد فيه المعلومات بشكل غير مسبوق.
أخبار ذات صلة
الأكثر مشاهدة
أحدث الموبايلات
-
Apple iPhone 13 Pro Max
-
Xiaomi Redmi Note 11
-
Samsung Galaxy A52s
-
OPPO Reno6 Pro 5G
-
realme GT2 Pro
-
vivo Y19
-
Honor 50 Pro
-
Huawei Nova 9
-
Nokia 8.3 5G
هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟
-
نعم
-
لا
-
غير مهتم
أكثر الكلمات انتشاراً