عملية احتيال عالمية عبر واتساب تكشف ثغرات أمنية

كشفت السلطات الإسبانية عن تفاصيل عملية احتيال رقمية معقدة تمت عبر تطبيق واتساب، استهدفت مئات الضحايا في عدة دول أوروبية، وتمكنت من خلالها شبكة إجرامية دولية من الاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة بعد تنفيذ مخطط ممنهج لانتحال الهوية واستغلال الثقة الرقمية. 

العملية أثارت موجة تحذيرات من خبراء الأمن الرقمي، ودعت المستخدمين إلى اتخاذ تدابير وقائية صارمة عند التعامل مع أي رسائل مشبوهة أو طلبات مالية طارئة.

شبكة احتيال

أعلنت الشرطة الإسبانية عن إلقاء القبض على أكثر من 100 شخص في 7 مقاطعات مختلفة، بعد تحقيقات موسعة كشفت وجود تنظيم إجرامي منظم نفذ عمليات احتيال باستخدام تطبيق واتساب، ووجهت للمتهمين تهم متعددة تشمل الاحتيال المنظم وغسل الأموال والانتماء إلى شبكة إجرامية عابرة للحدود.

ووفقًا لما نقلته الصحف الإسبانية، اعتمدت الشبكة على رسائل مزيفة يتم إرسالها إلى الضحايا من أرقام جديدة تدّعي أنها تابعة لأفراد من العائلة أو الأصدقاء، مستخدمة صورًا وأسماء حقيقية تم جمعها من الإنترنت، لخلق حالة من الاستعجال تدفع الضحية لتحويل أموال دون تحقق.

خسائر مؤكدة

بلغت القيمة المالية التي تمكنت العصابة من سرقتها أكثر من مليون يورو، وتم تسجيل ما لا يقل عن 238 ضحية، حسب التحقيقات الأولية. 

وأوضحت الشرطة أن أعمار الجناة تتراوح بين 20 و60 عامًا، ما يشير إلى تنوع كبير داخل التنظيم من حيث الأدوار والخلفيات، كما أظهرت الأدلة استخدام أدوات تقنية متقدمة ساعدت على إخفاء الهويات الرقمية، والتمويه على عمليات التحويل المالي.
 

وركزت الرسائل الاحتيالية على خلق سيناريوهات طارئة مثل دخول أحد الأقارب المستشفى، أو تعطل مفاجئ في الحساب البنكي، مما يدفع المتلقي إلى اتخاذ قرارات مالية سريعة دون التحقق من هوية المرسل.

تحذيرات سيبرانية

عقب الإعلان عن تفاصيل القضية، أصدرت فرق الأمن السيبراني الدولية والجهات المعنية بتأمين التطبيقات الفورية عدة توصيات لتجنب الوقوع ضحية لمثل هذه الحيل، أبرزها:

تجاهل أي رسائل تصل من أرقام مجهولة أو دولية

الامتناع التام عن مشاركة البيانات البنكية أو كلمات المرور عبر الرسائل

التأكد من أي طلب مالي عبر الاتصال الصوتي أو مكالمة فيديو

تفعيل ميزة التحقق بخطوتين داخل تطبيق واتساب

عدم الضغط على روابط غير معروفة أو تحميل ملفات مرفقة من مرسلين غير موثوقين

ودعت المؤسسات الأمنية إلى التعامل مع أي رسالة تطلب تحويل أموال كرسالة مشبوهة حتى يتم التحقق من مصدرها، معتبرة أن الوقاية الرقمية تبدأ من وعي المستخدم وسرعة استجابته للمواقف المشبوهة.