الحرارة المرتفعة تهدد بطارية هاتفك في الصيف وتقلل من عمرها دون أن تشعر

تؤثر درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف على الهواتف الذكية بشكل مباشر، إذ تلاحظ فئة كبيرة من المستخدمين زيادة غير معتادة في سخونة أجهزتهم، إلى جانب ضعف في أداء البطارية، ما يطرح تساؤلات حول العلاقة بين الطقس الساخن وحالة البطارية. ويؤكد الخبراء أن هذه الظواهر ليست عشوائية، بل ناتجة عن خلل في التوازن الكيميائي داخل البطاريات، والذي تسببه الحرارة العالية.

تأثير مباشر

تعتمد معظم الهواتف الذكية على بطاريات ليثيوم-أيون، وهي بطاريات فعالة من حيث الأداء، لكنها شديدة الحساسية لدرجات الحرارة. 

ومع ارتفاع الحرارة، تتسارع التفاعلات الكيميائية داخل البطارية، ما يؤدي إلى تآكل سعتها بشكل تدريجي، وقد لا يشعر المستخدم بتدهور الأداء في البداية، لكن الضرر يتراكم بشكل خفي حتى تظهر أعراضه لاحقًا في سرعة نفاد الشحن أو زيادة عدد مرات التوصيل بالشاحن.

وتحذر شركات كبرى مثل آبل من استخدام الهاتف في درجات حرارة خارج النطاق الموصى به بين 0 و35 درجة مئوية، كما تشير سامسونج وجوجل إلى نفس الإرشادات، وتؤكد هذه الشركات أن تجاوز هذه الحدود قد يؤدي إلى ضرر دائم في البطارية أو تقليل كفاءتها بنسبة كبيرة خلال فترة قصيرة.

حالات شائعة

تشمل أبرز الحالات التي قد يتعرض فيها الهاتف للسخونة الزائدة، استخدامه لفترات طويلة في الخارج تحت أشعة الشمس المباشرة، خصوصًا أثناء التنقل أو تصوير الفيديو أو تشغيل الخرائط. 

كما يُعد شحن الهاتف داخل السيارة أو أثناء استخدامه في الطقس الحار من أبرز الأخطاء التي تزيد من تعرض الجهاز للحرارة، ما ينعكس سلبًا على أداء البطارية والدوائر الداخلية للجهاز.

ويلاحظ المستخدمون أحيانًا أن الهاتف يصبح ساخنًا دون سبب واضح، والسبب غالبًا يكون تشغيل تطبيقات ثقيلة مثل الألعاب أو مشاهدة الفيديو لفترات طويلة، أو استمرار عمل المعالج دون توقف في ظروف بيئية لا تسمح بتبديد الحرارة بشكل طبيعي.

طرق الوقاية

تجنّب هذه المشكلات لا يتطلب معدات خاصة، بل يمكن الاعتماد على خطوات بسيطة وفعالة لتقليل الضرر:

لا تترك الهاتف معرضًا للشمس أو داخل السيارة لفترة طويلة، خاصة إذا كان الجهاز في حالة شحن.

ابتعد عن استخدام التطبيقات الثقيلة خلال أوقات الذروة، وخصوصًا في الخارج.

لا تقم بشحن الهاتف وهو ساخن، وانتظر حتى يبرد قبل توصيله بالكهرباء.

من الأفضل إزالة غطاء الهاتف أثناء الشحن لتسهيل خروج الحرارة من الجهاز.

يمكن تفعيل وضع الطيران لتقليل ضغط التشغيل على المعالج في حالات عدم الحاجة للاتصال.

استخدام الشاحن الأصلي يساعد على تقليل الحرارة الناتجة عن عملية الشحن.

وتُظهر التجربة اليومية أن الهواتف التي تتعرض للحرارة المرتفعة بانتظام تفقد كفاءتها خلال أشهر، ويضطر المستخدم إلى استبدال البطارية أو الجهاز نفسه. 

لذلك فإن حماية الهاتف من الحرارة لا تقل أهمية عن حمايته من السقوط أو الماء، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الهواتف في العمل والتواصل والتوثيق.