الثلاثاء، 01 يوليو 2025

10:43 م

tru

دراسة من MIT تحذر من آثار معرفية لاستخدام الذكاء الاصطناعي المفرط

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

ياسين عبد العزيز

A A

كشفت دراسة حديثة أُجريت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن نتائج مقلقة تتعلق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحديدًا ChatGPT، وتأثيرها على صحة الدماغ والوظائف المعرفية. 

الدراسة، التي حملت عنوان "دماغك على ChatGPT: تراكم الدين المعرفي عند استخدام مساعد ذكاء اصطناعي لكتابة المقالات"، سلطت الضوء على تغيرات سلوكية ومعرفية طرأت على المستخدمين نتيجة اعتمادهم المفرط على هذه الأدوات في المهام الفكرية.

ضعف التفكير

بدأت الدراسة بالإشارة إلى أن النتائج جاءت مكملة لأبحاث سابقة أجرتها شركة مايكروسوفت في أبريل الماضي، والتي أكدت وجود ارتباط بين الاستخدام المستمر لنماذج اللغة الكبيرة وانخفاض النشاط الدماغي العام. 

الباحثون في MIT رصدوا بشكل خاص تراجعًا في مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الأشخاص الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتفكير التحليلي، حيث لوحظ أنهم أصبحوا أقل قدرة على التعامل مع الآراء المختلفة وأكثر انغلاقًا داخل ما يشبه "غرف الصدى"، وهي ظاهرة معرفية تؤدي إلى تعزيز القناعات الذاتية دون تمحيص أو نقد.

الذكاء الاصطناعي

تجربة ثلاثية

وضمّت الدراسة 54 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، قُسِّموا إلى ثلاث مجموعات مختلفة، طُلب من كل منها أداء مهام كتابة وتحليل نصوص في ظروف محددة. 

اعتمدت المجموعة الأولى على أدوات ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT، بينما استخدمت المجموعة الثانية محركات البحث التقليدية، وعملت المجموعة الثالثة دون أي مساعدة تقنية. 

وكشفت النتائج أن المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي سجلت أدنى أداء معرفي، إلى جانب مستويات أعلى من الإحباط والتوتر، مقارنةً بالمجموعتين الأخريين.

نتائج مقلقة

ورغم أن الدراسة لم تُعرض بعد على التحكيم الأكاديمي أو تخضع للمراجعة العلمية المحكمة، إلا أن نتائجها تثير قلقًا متزايدًا بشأن آثار الذكاء الاصطناعي التوليدي على التفكير البشري طويل الأمد. 

وأشار الباحثون إلى أن هذه الأدوات، رغم إمكاناتها الهائلة في توفير الوقت والجهد، قد تؤدي إلى "دين معرفي" متراكم إذا ما استُخدمت دون وعي، أي أنها تجعل المستخدمين يعتمدون على قدرات خارجية لحل المشكلات بدلًا من تطوير قدراتهم الذهنية الذاتية.

وأكد فريق البحث أن الاستهلاك السريع وغير المتزن لمحتوى الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفاقم من مشكلات الانقسام المجتمعي، والعزلة الفكرية، ويقلل من الانخراط الفعّال في النقاشات الثقافية والفكرية، ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام المؤسسات التعليمية والمجتمعات التي تسعى لتطوير مهارات التفكير النقدي لدى الأجيال الجديدة.

وبينما تزداد أهمية أدوات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، تدعو هذه الدراسة إلى إعادة النظر في كيفية استخدام هذه التقنيات، ووضع حدود واضحة لتجنب تحول الاعتماد عليها من وسيلة مساعدة إلى بديل كامل للتفكير البشري. 

ويرى الباحثون أن الحل يكمن في الدمج المتوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتدريب الأفراد على الحفاظ على ملكاتهم العقلية، بهدف تحقيق استفادة مستدامة من التكنولوجيا دون المساس بالصحة المعرفية والعقلية للإنسان.

Short URL
استطلاع رأى

هل يتراجع عدد عملاء CIB خلال الفترة المقبلة بعد زيادة أسعار رسوم التحويل والخدمات؟

  • نعم

  • لا

  • غير مهتم

search

أكثر الكلمات انتشاراً