"دوبوت أتوم".. روبوت يطهو ويقلّد الشيف بدقة بشرية

شهدت الصين استعراضًا تقنيًا غير مسبوق مع نجاح روبوت بشري متطور في طهي شريحة لحم بشكل دقيق دون أي تدخل مباشر من البشر، في خطوة تعكس التقدّم السريع في الذكاء الاصطناعي والروبوتات القادرة على تنفيذ مهام معقّدة. 

الحدث لم يكن مجرد تجربة مختبرية، بل تجربة حية نفّذها الروبوت تحت إشراف مباشر وعن بُعد، ليؤكد أنه لم يعد أمرًا بعيدًا أن ترى روبوتًا يطهو طعامك ويقدمه لك كما يفعل أي شيف محترف.

دقة مذهلة

يحمل الروبوت اسم "دوبوت أتوم"، وهو من تطوير شركة "شنتشن دوبوت" الصينية، وتمكن خلال تجربة أجريت في مقاطعة شاندونغ من طهي شريحة لحم بطريقة تحاكي المهارات البشرية. 

الأهم من ذلك أن التحكم في الروبوت لم يتم محليًا، بل من خلال مشغّل يرتدي نظارة واقع افتراضي ويتواجد على بعد أكثر من 1800 كيلومتر في مقاطعة قوانغدونغ.

الروبوت لم ينفذ فقط المهام الرئيسية مثل الطهو أو التقليب، بل قام بحركات دقيقة تشمل تنشيف قطعة اللحم، سكب الزيت بطريقة مدروسة، وقام برش الملح بحركات واقعية تشبه حركات الأصابع البشرية، في مشهد يعكس حجم الدقة الذي وصلت إليه هذه التقنية.

يعمل "دوبوت أتوم" بالتحكم المتزامن لأجزاء الجسم العلوية، ويبلغ مستوى دقة الحركة فيه نحو 0.05 ملم، وهي دقة أعلى من كثير من المعدات الصناعية أو حتى بعض الأدوات الجراحية، ما يعكس إمكاناته في تنفيذ مهام تتطلب حساسية فائقة.

تطبيقات متعددة

نجاح الروبوت في تجربة الطهي يفتح الباب أمام تطبيقات كثيرة لم تكن ممكنة في السابق، حيث يمكن استخدامه في المطاعم، والمستشفيات، والمنازل الذكية، وحتى في مهام أكثر تعقيدًا مثل العمليات الجراحية أو صيانة المنشآت الخطرة، كما يمكن أن يكون للروبوت دور محوري في مهام الفضاء أو في البيئات الصناعية التي يصعب على البشر العمل فيها.

التجربة الميدانية التي أُجريت على "دوبوت أتوم" كانت أول اختبار عملي حقيقي له منذ إطلاقه الرسمي في مارس الماضي، وأظهرت قدراته في أداء حركات طبيعية باستخدام ذراعين يحتوي كل منهما على خمسة أصابع، وهي مصممة لتقليد وظائف اليد البشرية بدقة متناهية.

انتشار عالمي

تأسست شركة دوبوت في عام 2015، وبدأت نشاطها في مجال الأذرع الروبوتية المخصصة للاستخدام الصناعي، وخلال أقل من عقد، نجحت الشركة في تطوير روبوت بشري يمكنه تنفيذ مهام يومية بدقة شبه بشرية. 

وأعلنت الشركة مؤخرًا عن بدء تصدير الشحنات الأولى من هذا الروبوت إلى الأسواق العالمية، وكانت اليابان أولى الدول التي تسلمت وحدات منه.

سعر الروبوت يبلغ نحو 199 ألف يوان صيني، أي ما يعادل حوالي 27,500 دولار أمريكي، ويستهدف الاستخدام المنزلي والتجاري في آن واحد، من بين المهام التي يمكنه تنفيذها أيضًا إعداد الإفطار، سكب الحليب، وحتى المشي بركبة مستقيمة بطريقة تشبه حركة الإنسان، ما يعزز من مرونة استخدامه في بيئات متعددة.

هذا التقدّم اللافت يضع العديد من المهن التقليدية أمام تحديات جديدة، ويجعل من الضروري إعادة التفكير في كيفية دمج الروبوتات في الحياة اليومية دون أن تكون بديلًا كاملًا للبشر، بل شريكًا تقنيًا يساعد على أداء المهام بشكل أسرع وأكثر دقة.