إنفيديا تزيح آبل ومايكروسوفت وتصبح الأعلى قيمة بتاريخ الأسواق

نجحت شركة إنفيديا في تحقيق إنجاز تاريخي بوصول قيمتها السوقية إلى 4.01 تريليون دولار، لتصبح أول شركة في العالم تتجاوز هذا الحاجز، متفوقة بذلك على شركتي آبل ومايكروسوفت، ومكرّسة هيمنتها على سوق التكنولوجيا العالمية. 

وجاء هذا الارتفاع اللافت بعد أن سجل سهم الشركة قفزة بنسبة 2.4% ليصل إلى 164.075 دولارًا، ما عزز مكانتها كأكثر الكيانات المدرجة قيمة في تاريخ الأسواق.

قفزة الأسهم

صعود سهم إنفيديا بهذه النسبة جاء نتيجة لتسارع الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها الشركة، حيث تسيطر على أكثر من 80% من سوق وحدات المعالجة المتقدمة الخاصة بالتعلم الآلي والخوادم. 

وتُستخدم رقائق إنفيديا في مراكز البيانات العملاقة والبنية التحتية الخاصة بالشركات الكبرى، مثل أمازون وميتا وألفابت، التي تضخ مليارات الدولارات في توسعة قدراتها الحوسبية.

ويُعد هذا النمو ثمرة لخطة استراتيجية اعتمدت على تطوير تقنيات متقدمة تستهدف القطاعات الأكثر نموًا، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأنظمة القيادة الذاتية، ما وضع الشركة في موقع قيادي غير مسبوق.

تحوّل عالمي

توقعت مؤسسة "لووب كابيتال" أن تواصل إنفيديا صعودها لتصل إلى قيمة سوقية تبلغ 6 تريليون دولار بحلول عام 2028، بفضل التوسع المتواصل في استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات التجارية والتعليمية والطبية، بالإضافة إلى الاستثمارات الحكومية المتزايدة في البنية التحتية الرقمية.

ويعود الفضل في هذه الطفرة إلى قدرات الشركة العالية في تلبية الطلب العالمي، حيث تمكّنت من تسريع الإنتاج وتوسيع الشراكات مع عمالقة التكنولوجيا، ما مكّنها من الاستجابة للطلب المتزايد في أسواق متقدمة وناشئة على حد سواء.

تحديات جيوسياسية

رغم هذا النجاح، تواجه إنفيديا تحديات خارجية تتعلق بمصادر التصنيع، إذ تعتمد بشكل كبير على شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، التي تُعد المورد الرئيسي للرقائق المتقدمة. 

ويثير هذا الاعتماد مخاوف متزايدة في ظل التوترات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين، وما قد يترتب عليها من قيود أو اضطرابات في سلسلة الإمداد.

الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، أكد أن إنفيديا تدخل الآن مرحلة جديدة من التوسع، تركّز فيها على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الصناعية، مع الحفاظ على ريادتها في مجال البنية التحتية الرقمية.

ويبدو أن الشركة تعي جيدًا التحديات القادمة، وتسعى إلى تنويع مصادر التصنيع وتقليل المخاطر المرتبطة بالعوامل الجيوسياسية، مع التوسع في مشاريع تعتمد على بنية تحتية مستقلة في الأسواق الأمريكية والأوروبية.

التحوّل السريع الذي تشهده إنفيديا يضعها اليوم على خريطة شركات التكنولوجيا التي لم تعد فقط تصنع رقائق، بل تقود موجة التحول العالمي في الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية.