يوتيوب يغيّر قواعد التفاعل ويطلق قوائم مصنفة بدلاً من "المحتوى الرائج"

تبدأ منصة يوتيوب تنفيذ تحديث شامل يمس واحدة من أبرز مكونات تجربة المستخدم خلال الأسبوعين المقبلين، حيث تعتزم إلغاء صفحة "المحتوى الرائج" التي ظلت موجودة منذ عام 2015، واستبدالها بقوائم ذكية مصنفة حسب نوع المحتوى، في خطوة تهدف إلى تعزيز التخصيص وزيادة تفاعل المستخدمين خارج دائرة المتابعين المعتادة.

التحديث الجديد لا يقتصر على تحسين شكل العرض، بل يمثل تحولًا في فلسفة المنصة، من تقديم مقاطع منتشرة للجميع إلى تقديم محتوى أكثر صلة واهتمامًا لكل مستخدم على حدة، اعتمادًا على خوارزميات متطورة تقرأ سلوك التفاعل وأنماط المشاهدة بشكل دقيق.

نهاية "المحتوى الرائج"

قرار إلغاء الصفحة التقليدية لم يكن مفاجئًا، حيث لاحظت يوتيوب تراجعًا ملحوظًا في التفاعل معها، الفكرة التي كانت قائمة على تقديم مقطع "منتشر للجميع" لم تعد فعالة، خصوصًا بعد ظهور مجتمعات رقمية متخصصة تتابع موجات ترند قصيرة ومحددة لا تهم جمهور المنصة العام.

وبحسب منشور رسمي على مدونة يوتيوب، فإن تغيير السلوك الرقمي للمستخدمين واختلاف الاهتمامات من فئة لأخرى، شكّل دافعًا أساسيًا لهذا التحول. 

المحتوى الترفيهي لم يعد وحده المسيطر، بل أصبحت هناك موجات قصيرة من التفاعل تدور حول البودكاست، الرياضة، المحتوى التعليمي، أو حتى مقاطع التوعية القصيرة.

قوائم مخصصة

التحديث الجديد سيُدخل نظام قوائم يومية وأسبوعية تغطي أنواع محتوى مختلفة، تشمل:

مقاطع الفيديو العامة

الأغاني الأكثر تشغيلًا

محتوى Shorts القصير

حلقات بودكاست رائجة

إعلانات ترويجية

وسيحصل المستخدمون على توصيات مخصصة، تبعًا لسجل المشاهدة والاهتمامات، بينما ستبقى ميزة "استكشاف" لمن يرغب في مشاهدة محتوى خارج إطار اهتماماته المعتادة.

استجابة لمنطقة الخليج

تعد منطقة الخليج واحدة من أكثر المناطق نشاطًا على يوتيوب، حيث تتداخل الاهتمامات ما بين الموسيقى، والتعليم، والرياضة، والمحتوى الثقافي. 

ويمثل النظام الجديد فرصة للمستخدم الخليجي لتصفّح محتوى يتوافق بدقة مع ما يبحث عنه، سواء في الشورتات الرياضية أو الأغاني الخليجية أو بودكاست القيادة وريادة الأعمال.

بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن صنّاع المحتوى الخليجيون من تعزيز فرص وصولهم إلى جمهور أكثر استهدافًا، دون الاعتماد على ترندات عامة لا تعبر عن خصوصية المحتوى الذي يقدمونه، أو عن طبيعة جمهورهم المحلي.

دعم للمبدعين والمسوقين

التحديث يفتح فرصًا جديدة أمام المسوقين الرقميين وصنّاع المحتوى، خاصة في دول مثل السعودية والإمارات والكويت والبحرين، إذ يمكنهم الآن التركيز على:

صياغة عناوين دقيقة

استخدام كلمات مفتاحية متخصصة

اختيار الفئة المناسبة للمحتوى

هذا لا يساعد فقط على تحسين ظهور الفيديوهات في نتائج البحث، بل يتيح أيضًا للمعلنين الاستثمار في فئات محددة تحقق عائدًا أعلى على الاستثمار، دون أن تذهب الجهود وراء ترند عام غير فعّال أو غير مخصص.

وفي وقت تسعى فيه المنصات إلى تعزيز الربط بين المشاهد والمحتوى ذي الصلة، يبدو أن يوتيوب يستعد لجولة جديدة من التفاعل المعتمد على الذكاء الخوارزمي المتخصص، لا على مجرد الشعبية العامة.