جوجل تمضي نحو توحيد أندرويد وChromeOS في منصة تشغيل موحدة

أعلنت شركة جوجل رسميًا عن نيتها دمج نظامي التشغيل أندرويد وChromeOS في إطار منصة موحدة تجمع بين الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، بل وربما تمتد لتشمل تقنيات الواقع الممتد (XR) مستقبلًا.

توجه استراتيجي

جاء هذا الإعلان على لسان سامير سامات، رئيس منظومة أندرويد في جوجل، خلال مقابلة حصرية مع موقع TechRadar التقني، حيث أشار إلى أن الشركة بدأت بالفعل في التحرك الفعلي نحو دمج النظامين في بنية تشغيل واحدة. 

وأوضح سامات أن الهدف من هذه الخطوة هو فهم كيفية استخدام المستخدمين لأجهزتهم المختلفة – من الهواتف إلى الحواسيب المحمولة – لتقديم تجربة متكاملة ومستجيبة لاحتياجاتهم المتنوعة، مشابهة لما تقدمه منظومة آبل التي تربط بين iOS وmacOS وwatchOS بسلاسة.

وأضاف سامات: "لقد سألت نفسي مرارًا كيف يستخدم الناس أجهزة ماك وآيفون وساعة آبل بشكل متكامل، لأننا نعمل حاليًا على تحقيق هذا النوع من الانسجام بين أندرويد وChromeOS"، ويبدو أن جوجل تعتزم سد الفجوة التي ظلت قائمة لفترة طويلة بين أجهزتها المحمولة وأجهزتها المكتبية، رغم المحاولات السابقة لتعزيز التكامل بين النظامين.

دمج تدريجي

التوجه الجديد ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة سنوات من التطوير، فقد دعمت أجهزة ChromeOS تشغيل تطبيقات أندرويد منذ سنوات، بما في ذلك تلك التي تتمتع بأوضاع عرض مخصصة لسطح المكتب، كما أن نسخة أندرويد 16 المنتظرة تتضمن واجهة "سطح مكتب" محسنة تُذكّر بتجربة Samsung DeX، مما يعكس الاستعداد الكامل لتوحيد التجربتين في واجهة استخدام واحدة مرنة وموسعة.

وكانت جوجل قد لمّحت في عام 2024 إلى هذا التوجه، من خلال إعلانها نيتها جعل ChromeOS أكثر اعتمادًا على التقنيات الأساسية التي يقوم عليها أندرويد. 

ويُتوقع أن تتسارع وتيرة هذا الدمج خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع بدء ظهور أجهزة XR (الواقع الممتد) التي تعتمد على أندرويد كنظام تشغيل أساسي، مما يجعل الحاجة إلى بيئة تشغيل موحدة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

تجربة متكاملة

تسعى جوجل من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز التكامل بين أجهزتها ومستخدميها، سواء كانت هذه الأجهزة من إنتاجها المباشر مثل هواتف Pixel أو حواسيب Chromebook، أو كانت من تطوير شركائها مثل سامسونج، لينوفو، وآيسر. 

ويؤكد الخبراء أن هذه الخطوة قد تُحدث تحولًا كبيرًا في سوق أنظمة التشغيل، إذ ستتيح للمطورين والمستخدمين على حد سواء العمل على بيئة تشغيل واحدة، ما يقلل من التعقيد ويزيد من الاتساق في الأداء والوظائف.

ومع أن هذا الدمج قد يبدو للبعض خطوة متأخرة، إلا أن جوجل ترى أن "الوقت لم يفت بعد"، خاصة مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحول التجربة الرقمية إلى نموذج يعتمد على التكامل العميق بين الأجهزة وليس الفصل بينها.