بايت دانس تقترب من إطلاق نظارات مختلطة تنافس ميتا بقوة

تسعى شركة بايت دانس، المالكة لتطبيق تيك توك الشهير، إلى تعزيز حضورها في سوق الأجهزة الذكية عبر خطوة طموحة لتطوير نظارات واقع مختلط جديدة، وذلك في إطار منافستها المباشرة مع عملاقة الواقع الافتراضي ميتا. 

ووفقًا لتقرير نشره موقع "ذا إنفورميشن" المتخصص في الشأن التقني، تعمل شركة Pico، التابعة لبايت دانس، على بناء جيل جديد من النظارات التي تمزج الواقعين الرقمي والحقيقي، لتكون ردًا مباشرًا على المنتجات المرتقبة من شركة ميتا، وخاصة في فئة النظارات الخفيفة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تصميم خفيف

تُركز Pico، التي سبق لها أن أطلقت نظارة الواقع الافتراضي Pico 4، على تقديم تصميم جديد كليًا يراعي الوزن والحجم، ويمنح المستخدم تجربة أكثر راحة ومرونة. 

وبدلًا من تحميل المعالجة والعمليات الحاسوبية داخل النظارة نفسها، تبنّت الشركة نهجًا مشابهًا لما اتبعته ميتا في نموذج Orion AR، حيث يتم ربط النظارة بوحدة خارجية صغيرة تُعرف باسم "puck"، تُوضع في الجيب أو تتصل سلكيًا بالنظارة وتتكفل بجميع عمليات المعالجة.

هذا التوجه لا يقلل فقط من وزن النظارات، بل يسمح بتحسين التهوية وزيادة عمر البطارية، وهي مشكلات تقنية لطالما واجهتها النظارات الذكية السابقة. 

وتسعى Pico من خلال هذه المعمارية إلى جعل أجهزتها قابلة للاستخدام اليومي، سواء في البيئات المهنية أو الترفيهية، دون أن تشكل عبئًا على المستخدم.

معالجات مخصصة

بحسب المعلومات المسربة في التقرير، فإن الشركة تعمل حاليًا على تطوير رقاقات إلكترونية مخصصة لهذه النظارات، تكون مسؤولة عن معالجة الإشارات الحسية والتفاعل مع حركات المستخدم في الوقت الفعلي. 

وتستهدف Pico من هذا التوجه تقليص التأخير الزمني بين حركة الشخص واستجابة النظام الرقمي، وهي مسألة حاسمة في تحسين الانغماس في تجارب الواقع المختلط، خاصةً في تطبيقات الألعاب أو التصميم أو التعاون عن بُعد.

ومن غير المستبعد أن تعمد بايت دانس إلى دمج هذه النظارات مستقبلاً مع خدمات تيك توك أو إنشاء نظام بيئي متكامل يربط بين المحتوى الترفيهي والمنصات الاجتماعية وتجارب الواقع الممتد، وهو ما قد يُحدث تحوّلًا نوعيًا في طريقة استخدام المستخدمين لتكنولوجيا الواقع المعزز.

سباق تقني

تأتي تحركات بايت دانس في وقت يشهد تسارعًا في سباق تطوير نظارات الواقع المختلط بين كبار الشركات التقنية، وعلى رأسها ميتا التي قررت في وقت سابق تأجيل تطوير نظارة Quest 4 والتركيز بدلاً من ذلك على نماذج أكثر خفة واعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، مثل نظارات Oakley Meta. 

كما تخلّت ميتا جزئيًا عن فكرة وحدات التحكم التقليدية، في سبيل اعتماد تفاعلات أكثر طبيعية تعتمد على تعقب اليدين والصوت.

ورغم عدم الإعلان عن تفاصيل دقيقة تتعلق بمواصفات نظارات بايت دانس أو موعد الإطلاق الرسمي، فإن المؤشرات الحالية تدل على أن الشركة تستعد لمنافسة شرسة، خصوصًا إذا استطاعت طرح الجهاز بسعر منافس وإتاحة توزيعه عالميًا.

 حتى الآن، لا يُعرف إذا كانت النظارات الجديدة ستُطرح خارج السوق الصيني، أم أن بايت دانس ستبدأ بإطلاقها بشكل محدود قبل التوسع لاحقًا.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن مشهد الواقع المختلط والذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء مقبل على تغيّرات جذرية، تقودها المنافسة المتزايدة بين الشركات التي تسعى إلى السيطرة على الجيل المقبل من التفاعل البشري الرقمي.