ChatGPT Agent أداة جديدة من OpenAI تنفذ المهام على الحاسوب تلقائيًا

كشفت شركة OpenAI عن تطوير أداة جديدة تحمل اسم ChatGPT Agent، وهي تمثل خطوة متقدمة في مسار وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على تنفيذ مهام حقيقية نيابة عن المستخدمين عبر حواسيب افتراضية. 

وتجمع هذه الأداة بين عدة تقنيات متقدمة طُورت خصيصًا لتوفير مستوى جديد من التحكم التلقائي في المهام الرقمية، بما في ذلك تنظيم الاجتماعات، وإنشاء العروض، والتسوق الإلكتروني، دون تدخل يدوي مباشر.

تنفيذ تلقائي

بدأت الشركة في عرض قدرات ChatGPT Agent من خلال حالات استخدام حقيقية، منها جدولة مواعيد بالاعتماد على تقويم جوجل، ثم البحث عن مطاعم متاحة ضمن التوقيت المناسب، يلي ذلك حجز تلقائي بعد مراجعة الخيارات. 

واستعرضت الأداة أيضًا قدرة على إعداد تقارير مقارنة تفصيلية بين خيارات متعددة، وهي مزايا تجعلها أقرب إلى “مساعد تنفيذي افتراضي” يمكنه إدارة المهام اليومية المعقدة دون الحاجة إلى تدخل متكرر من المستخدم.

وتتيح الأداة للمستخدم أن يطلب منها تنفيذ عدة خطوات متسلسلة، مثل تحضير عرض تقديمي عن شركة معينة، يتضمن البحث في الإنترنت، وتحليل المنافسين، وتجميع النتائج في ملف عرض جاهز. 

وأكدت الشركة أن هذه العمليات تعتمد على نموذج متقدم، جرى تدريبه خصيصًا لتنفيذ أوامر متعددة باستخدام أدوات مختلفة في آنٍ واحد، وهو ما يمثل قفزة مقارنة بالنسخ السابقة من ChatGPT.

دمج النماذج

اعتمدت OpenAI في تطوير ChatGPT Agent على دمج قدرات أداتين سابقتين هما Operator وDeep Research، إذ قررت الشركة توحيد فريق العمل الذي يضم ما بين 20 و35 مهندسًا وباحثًا في الذكاء الاصطناعي، لتقديم أداة موحدة تجمع بين تحليل المعلومات، والتعامل مع المهام اليومية، وتنفيذ العمليات المعقدة في بيئة حاسوبية افتراضية كاملة.

وتقوم الأداة بالتحكم الكامل في حاسوب افتراضي مجهز بجميع الأدوات الضرورية، وليس فقط متصفح الإنترنت، ما يمنحها قدرة أوسع على تنفيذ المهام مثل فتح التطبيقات، أو تنظيم الملفات، أو حتى التفاعل مع برمجيات مختلفة في الوقت الفعلي. 

ورغم ذلك، لا تزال السرعة في بعض المهام المعقدة تشكّل تحديًا، وتسعى الشركة إلى تحسين الأداء قبل توسيع النطاق.

مراقبة المستخدم

أضافت OpenAI ميزة “وضع المراقبة” (Watch Mode) لمنع الأداة من تنفيذ إجراءات عند وجود نشاط يدوي من المستخدم، خصوصًا أثناء تصفح المواقع المالية أو البنكية. 

كما شددت على أن ChatGPT Agent لا تُنفذ أي أمر لا رجعة فيه، مثل إرسال بريد أو إجراء حجز، إلا بعد الحصول على موافقة صريحة من المستخدم.

ولا تدعم الأداة حاليًا أي معاملات مالية مباشرة، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر الأمنية، وتوفير مزيد من الشفافية. 

وأعلنت الشركة أنها بدأت فعليًا في توفير الأداة لمجموعة من المستخدمين ضمن خطط الاشتراك المتقدمة، تمهيدًا لتوسيع الإتاحة خلال الفترة المقبلة.

ويُشار إلى أن مفهوم "وكلاء الذكاء الاصطناعي" بات من أبرز اتجاهات التطوير في شركات مثل Anthropic وPerplexity وGoogle، حيث تتنافس هذه الشركات على تقديم أدوات تدمج الذكاء الصناعي في المهام اليومية بشكل مباشر دون الحاجة لخبرة تقنية. 

وتُعد ChatGPT Agent امتدادًا لهذه الفكرة، لكنها تتفوق بدمجها الكامل في بيئة الحاسوب الافتراضي، وقدرتها على تنفيذ أوامر مركّبة ومتعددة الخطوات ضمن جلسة واحدة.