روبن هوود تتفوق على جوجل ومايكروسوفت باستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الشيفرة

كشفت منصة روبن هوود المتخصصة في التداول الإلكتروني أنها أصبحت تعتمد بشكل واسع على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات، مشيرة إلى أن نصف الشيفرة البرمجية الجديدة التي يتم إنتاجها داخل الشركة تُكتب بواسطة أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل قفزة كبيرة في مسار التحول التقني داخل المؤسسات التقنية الناشئة.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة روبن هوود، فلاد تينيف، أن الشركة تجاوزت شركات كبرى مثل جوجل ومايكروسوفت في نسبة الشيفرة التي تولدها أدوات الذكاء الاصطناعي، وقال إن هذه الأدوات لم تعد مجرد وسائل مساعدة، بل أصبحت العنصر الأساسي في عملية التطوير البرمجي اليومية.

أدوات متقدمة

أوضح تينيف خلال مشاركته في بودكاست 20VC أن روبن هوود بدأت في استخدام أدوات مثل GitHub Copilot، ثم انتقلت إلى أدوات أحدث مثل Cursor وWindsurf، مشيرًا إلى أن هذه الأدوات أصبحت مسؤولة الآن عن كتابة الجزء الأكبر من الشيفرة داخل فرق التطوير. 

وأضاف أن أغلب المهندسين يعتمدون على هذه الأدوات بشكل دائم، وأصبح من الصعب تمييز الشيفرة التي كتبها الإنسان عن تلك التي أنشأها الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن التقدير الدقيق لنسبة الشيفرة التي يكتبها البشر أصبح أكثر تعقيدًا، إذ إن بعض المشاريع تتم بالكامل تقريبًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التحول الجذري في بيئة العمل داخل الشركة.

نتائج ملموسة

أوضح تينيف أن التحول لاستخدام الذكاء الاصطناعي في البرمجة لم يكن له تأثير محدود على مستوى الإنتاجية فقط، بل امتد ليشمل كفاءة العمل داخل الأقسام المختلفة مثل الهندسة ودعم العملاء. 

وأكد أن نتائج الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كانت "هائلة" على مستوى الأداء، رغم حرص الشركة على عدم الإفصاح التفصيلي عن طبيعة هذا الاستخدام.

وأشار إلى أن الشركة حققت تحسنًا واضحًا في سرعة تنفيذ المشاريع وتخفيض التكلفة التشغيلية، ما انعكس على نتائجها المالية في السوق، إذ ارتفع سهم روبن هوود بأكثر من 170% منذ بداية العام، بدعم من توسع الشركة في مجالات جديدة مثل الرموز المشفرة المرتبطة بالأسهم، وطرح خدمات مبتكرة مثل سوق التنبؤات.

تنافس متصاعد

يأتي إعلان روبن هوود في وقت تتسابق فيه شركات التقنية الكبرى إلى تعزيز اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في البرمجة، حيث صرح الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا، بأن الذكاء الاصطناعي أصبح يساهم في إنتاج نحو 30% من الشيفرة البرمجية في بعض مشاريع الشركة، مع استخدامه أيضًا لمراجعة الشيفرة وتحسين جودتها.

وفي السياق ذاته، أكد ساندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لجوجل، أن نسبة الشيفرة المنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي ارتفعت من 25% إلى أكثر من 30% خلال الأشهر الأخيرة. 

بينما أشار مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى أن الشركة تتجه نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي في نصف عمليات البرمجة، خصوصًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي المفتوحة مثل Llama.

تغيير في التوظيف

انعكست هذه التحولات التقنية على سياسات التوظيف داخل بعض الشركات، فقد أعلنت Salesforce أنها لن تقوم بتوظيف مهندسين جدد خلال عام 2025، بسبب زيادة إنتاجية المطورين بنسبة 30% بفضل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. 

كما قامت شركة Stripe بخفض عدد كبير من موظفيها، بمن فيهم بعض المهندسين، نتيجة الانتقال إلى بيئة تطوير أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي.

وتُظهر هذه التطورات أن مستقبل البرمجة يتجه إلى أن يصبح مشتركًا بين الإنسان والآلة، حيث تتولى الخوارزميات الجزء الأكبر من المهام التكرارية والمعقدة، بينما يركّز البشر على الإشراف والتوجيه وصنع القرار.