معالج Core 5 210H لا يحقق قفزة حقيقية عن Core 5 120U

في وقت ينتظر فيه مستخدمو الحواسيب المحمولة تحديثات تعزز تجربة الأداء وتقدم دفعة ملموسة في سرعة المعالجة وكفاءة المهام المتعددة، جاءت نتائج المقارنة بين معالجي Intel Core 5 210H وCore 5 120U مخيبة لآمال البعض، بعدما تبين أن الفارق في الأداء بينهما لا يرقى لمستوى التوقعات التي ترتبط عادة بسلسلة معالجات H ذات الأداء العالي. 

فرغم أن Core 5 210H ينتمي إلى سلسلة H، والتي تُعرف تقليديًا بأنها موجهة لتقديم أداء متفوق في أجهزة اللابتوب، فإن تفوقه على Core 5 120U من سلسلة U لم يتجاوز حدود 10% في الأداء متعدد الأنوية، وهو ما اعتبره مراقبون رقمًا ضئيلًا لا يبرر تصنيفه الأعلى.

أداء محدود

عادة ما ترتبط سلسلة معالجات H من إنتل بمستويات أداء أعلى، كونها تعتمد على سرعات معززة وعدد أنوية أكبر، وهو ما يميزها عند مقارنتها بمعالجات سلسلة U التي تركز على الكفاءة واستهلاك الطاقة المنخفض. 

ومع ذلك، كشفت المقارنة بين Core 5 210H وCore 5 120U عن أن هذا التفاوت التاريخي بين السلسلتين لا ينطبق بالضرورة على هذه الإصدارات الحديثة من الجيل Raptor Lake.

تشير البيانات إلى أن معالج Core 5 210H لا يحقق سوى تفوق بسيط في الأداء متعدد الأنوية بنسبة تقترب من 10% مقارنةً بـ Core 5 120U، بينما يتفوق الأخير في اختبارات الأداء أحادي النواة، بل ويقدم أداءً أفضل في الرسوميات المدمجة، ما يثير تساؤلات حول القيمة الفعلية التي يضيفها 210H كممثل عن فئة يُفترض بها أن تقدم أداءً أعلى بوضوح.

استهلاك متقارب

من حيث استهلاك الطاقة، لم تُظهر المقارنة فروقًا واضحة بين المعالجين، إذ بلغ متوسط استهلاك الطاقة لكليهما حوالي 38 واط عند الوصول إلى أقصى حمل، سواء في المهام الثقيلة أو أثناء تشغيل الألعاب. 

هذا التقارب في استهلاك الطاقة يعزز حالة الغموض حول التمايز الحقيقي بين المعالجين، ويضع المستخدم في حيرة عند اتخاذ قرار الشراء، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار بعض الأجهزة المزودة بمعالج Core 5 210H دون تقديم فارق ملموس في الأداء.

وتُظهر الاختبارات أن ميزة سرعة الـTurbo Boost التي قد يوفرها 210H نظريًا، تُقيّد عمليًا بسبب استخدام هذا المعالج في أجهزة لابتوب من الفئة الاقتصادية، التي لا تحتوي على حلول تبريد قادرة على دعم تلك السرعات القصوى لفترات طويلة. 

وبالتالي، لا يستفيد المستخدم بشكل فعلي من الإمكانيات النظرية للمعالج، ما يجعل الفارق العملي بينه وبين 120U محدودًا للغاية.

قرار الشراء

هذه النتائج تضع المستخدم العادي، وحتى المحترف، أمام مفارقة يصعب تجاهلها، وهي أن بعض الألقاب التسويقية لم تعد تعكس الأداء الفعلي للمعالجات، فاختيار معالج من فئة H لم يعد يعني بالضرورة الحصول على تجربة أداء أقوى أو أكثر كفاءة، خاصة عندما يكون الفارق محدودًا إلى هذا الحد، ولا يصب بشكل واضح في صالح المستخدم.

ومن المتوقع أن تعيد هذه المقارنة طرح تساؤلات حول استراتيجيات إنتل في تصنيف معالجاتها الجديدة، وحول مدى اتساق التسميات مع الأداء الواقعي، لا سيما في ظل تزايد وعي المستهلكين واعتمادهم على بيانات المراجعات والاختبارات الموثوقة لاتخاذ قرارات الشراء المناسبة.

وفي ظل هذه المعطيات، قد يكون من الأنسب لكثير من المستخدمين الراغبين في التوازن بين الأداء والسعر الاتجاه نحو معالج Core 5 120U، الذي يقدم أداء جيدًا في المهام اليومية ويتميز بكفاءة مقبولة في استهلاك الطاقة، إلى جانب رسوميات مدمجة محسّنة.